آبائي، و لا إيمان لمن لا تقية له، على
حد تعبير باقر العلوم عليه السّلام وسائل الشيعة: ١١ باب الأمر بالمعروف و ج ١ باب
٣٢ من الوضوء، و كذا باب (٣٨) و (٥٨) من كتاب الصوم، ما يمسك عنه الصائم... - بل
تعد من ضروريات المذهب، و هي من أعظم أسباب اختلاف الأحاديث دلالة، و فهم الاخبار
فقاهة، و قد قسّمت بانقسام الأحكام الخمسة - كما صرح بذلك الشهيد الأول في القواعد
و الفوائد: ١٥٧/٢-١٥٨ و غيره -.
و قد وقعت التقية موردا للبحث و التحقيق
حكما و موضوعا، و موردا و استعمالا، وسعة و ضيقا، و ما يترتب عليها من الآثار في
الموسوعات الفقهية، و عدة من القواعد الفقهية كما تعرض لها مسهبا السيد البجنوردي
في قواعده الفقهية:
٤٠/٥-٦٩.
و على هذا سارت الشيعة قديما و حديثا
لما دعتهم الحاجة اليها لوقاية النفس و المال و العرض من الأذى، حيث لا حرج في
الدين، و لا ضرر و لا ضرار في الاسلام، و رفع القلم عن.. ما اضطروا إليه، و.. إلى
غير ذلك.
هذه هي التقية، فلم يطعن إذا على الشيعة
بها!؟ مع إقرار العقل و سيرة العقلاء عليها، و إمضاء الشرع لها، بل سيرة المسلمين
عليها كما صرح الالوسي في تفسيره روح المعاني: ١٠٧/٣، و غيره في غيره.
٢٧ فائدة: الفرق بين التقية و المداهنة
- حيث هي محرمة بقوله تعالى وَدُّوا
لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ القلم: ٩ - ان الأخيرة هي تعظيم غير المستحق لاجتلاب
نفعه أو لتحصيل صداقته كمن يثني على ظالم بسبب ظلمه، و يصوره بصورة العدل، أو
مبتدع على بدعته و يصوره بصورة الحق. و التقية: مجاملة الناس بما يعرفون و ترك ما
ينكرون حذرا من غوائلهم كما مرّت.