طبع مع كتابه الفارسي في رد البابية الذي ألفه باسم ناصر الدين شاه وسماه رد باب خسران مآب وفرغ من الأول في ( ٧ ـ ج ٢ ـ ١٢٦٨ ) ومن الثاني ( ١٩ ـ رمضان ـ ١٢٨٣ ) وله تأليفات كثيره.
( الرحلة )
ويراد به الكتاب الذي يجمع فيه المؤلف ما شاهده في بلد أو بلدان سافر إليها ، وأخبار أمم رآهم ، وذكر عقائدهم وآدابهم ورسومهم في حياتهم ومماتهم ، أو يجمع أخبار سفر مسافر مثله وكان لمثل هذه الكتب في الأزمنة القديمة أثر عظيم في ترقية أفكار الأمم فإن امتزاج الثقافات يمهد الطريق لتلطيف العواطف البشرية وقلة الوسائل النقلية وصعوبة الأسفار كان أعظم عائق في هذا السبيل بحيث إذا قام أحد بسفره إلى بلد بعيد عد بطلا عارفا مجربا ولكن الصعوبات لن يوقف دبيب التاريخ إلى الإمام فظهر بين زمان وآخر رجال سياحون مشهورون سافروا إلى أقطار بعيدة وجمعوا والفوا ما رأوا في أسفارهم فخرج نوعان من الكتب ، أحدهما ما سمي بالمسالك والممالك ( الجغرافيا ) والآخر كتب الرحلات التي يعبر عنها الفرس سفر نامه ويمتاز كتب الرحلات عن الجغرافيا باشتمالها على مسائل جزئية وقضايا شخصية أكثر فائدة لعوام الناس يقر بهم إلى معتقدات أمم غيرهم وآداب غير آدابهم وسنن غير سننهم والرحلة قبل الإسلام والرحالون فيها كثيرون ولكنها خارجة عن موضوع كتابنا وجاء في العهد الإسلامي أيضا رحالون معاريف كأبي ريحان البيروني ( ٣٢٦ ـ ٤٤٠ ) سافر إلى الهند وابن الجبير ( ٥٤٠ ـ ٦١٤ ) سافر من أندلس إلى الشرق الأوسط وياقوت الحموي ( ٥٧٥ ـ ٦٢٦ ) سافر من الروم إلى مرو وابن بطوطة ( ٧٠٣ ـ ٧٧٧ ) سافر من طنجة إلى الصين وابن خلدون ( ٧٣٢ ـ ٨٠٨ ) سافر من أندلس إلى سمرقند وهناك رحلات لغير هؤلاء ألفت قبل القرن العاشر ، منها ما للكراجكي المتوفى (٤٤٩) وأبي القاسم التجيبي المتوفى (٤٩٣) وابن رشيد المتوفى (٧٢١) والسيوطي المتوفى (٩١١) ذكر بعضها في كشف الظنون ، وأما بعد القرن العاشر فقد كثر تأليف الرحلات عند العامة والخاصة ، فإن لعلماء جبل العامل الذين هاجروا إلى إيران في العهد الصفوي ولأكثر علماء إيران وشعرائها الذين سافروا في تلك العصر إلى الهند وغيرها ، رحلات ألفوها