ألا كلّ شيء ما سوى (١) اللّه باطل * وكلّ نعيم لا محالة زائل .
فالزم ما أجمع عليه [ أهل ] (٢) الصفاء والتقى من أصول الدين وحقائق اليقين والرضا والتسليم ، ولا تدخل في اختلاف الخلق ومقالاتهم فتصعب عليك ، وقد أجمعت الامّة المختارة بأنّ اللّه واحد ليس كمثله شيء ، وأنّه عدل في حكمه ، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، ولا يقال له في شيء من صنعته : لم ، ولا كان ولا يكون شيء إلّا بمشيئته ، وأنّه قادر على ما يشاء ، وصادق في وعده ووعيده ، وأنّ القرآن كلامه ، وأنّه مخلوق ، وأنّه كان قبل الكون والمكان والزمان ، وأنّ إحداث الكون وإفناءه عنده سواء ، ما ازداد بإحداثه علما ، ولا ينقص بفنائه ملكه ، عزّ سلطانه وجلّ سبحانه ، فمن أورد عليك ما ينقض هذا الأصل فلا تقبله ، وجرّد باطنك لذلك ترى بركاته عن قريب وتفوز مع الفائزين » (٣) .
تم « تسهيل السبيل » وختم وصار تاريخ ختمه « ختم » (٤) والحمد للّه أولا وآخرا وظاهرا وباطنا ، وصلّى اللّه على النبي وآله وسلم .
قد فرغ من تسويده على سبيل الاستعجال في يوم الخميس الخامس من شهر ربيع الأول في سنة خمس وسبعين بعد الألف من الهجرة على يد أقلّ الخليفة ابن المرحوم محمد باقر محمد الشهربيني عفي عنهما غيّهما .
______
( ١ ) ـ في مصباح الشريعة : ما خلا .
( ٢ ) ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من مصباح الشريعة .
( ٣ ) ـ مصباح الشريعة : ٣٧٦ ، الباب ٦٧ في بيان الحق والباطل .
( ٤ ) ـ وعليه يكون تأريخ تأليف الرسالة سنة ١٠٤٠ ه على حساب الجمّل .