الأول، لكن
ليس كذلك : لأن صاحب المسترشد
من علماء المائة الثالثة وهذا من علماء المائة الرابعة ومن معاصري الشيخ الطوسي ،
على أن ذلك يظهر من كتاب الفهرست للشيخ، حيث وصف صاحب المسترشد : بمحمد ابن جرير الكبير (١) .
وهذا
الكلام منه يدل على أن في علماء الإمامية رجلاً آخر موسوماً بهذا الاسم ، مشتركاً
معه في الأب والجد والوطن ، وهو أصغر من الأول .
وهذا
حق لا مرية فيه، فإن ابن جرير الأصغر الإمامي كثيراً ما يروي في كتابه دلائل
الإمامة - وهو في إمامة
الأئمة الاثني عشر -
عن
أبي جعفر محمد بن جرير الأكبر كما يظهر من كتاب مدينة المعاجز للسيد البحريني في
باب معاجز العسكري سلام الله عليه في تكلم الذئب مع جنابه الي بهذه العبارة : الثامن والثلاثون :
كلام
أبو جعفر محمد بن جرير في كتابه ، قال :
قال
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري :
رأيت
الحسن بن علي يكلم الذئب فكلمه ، الحديث (۲) .
ويظهر
من هذا السند أن ابن جرير صاحب دلائل الإمامة المعاصر للشيخ والنجاشي يروي عن صاحب
المسترشد الذي أدرك زمان العسكري الله ، ومن أنه معاصر مع صاحب التاريخ ، العامي .
وهو معلوم الولادة والوفاة، فإن ولادة صاحب التاريخ - على نقل ابن النديم -
كان
في سنة أربع وعشرين ومائتين، ووفاته في سنة عشرة وثلاثمائة (٣)
،
فهو ممن ولد في زمن حضرة الجواد الليله ومعاصر مع
(۱) فهرست الشيخ : ٧٠٧٫١٥٨
(۲) مدينة المعاجز ٧ ٥٧٣ ، المسترشد :
٤١ .
:
(۳) فهرست ابن النديم : ۲۹۱ .