السيد الصفائي الخوانساري
الحكم والمواعظ لا يضرنا جهالة مؤلفه، وعندنا منه نسخة مصححة قديمة ، وهو مشتمل على غرر الكلم، وزاد عليه كثيراً من درر الحكم التي لم يعثر عليها الآمدي (١) ، انتهى .
وأقول : رأيت أنا عدة نسخ منه ، وعندنا أيضاً نسخة منه ، ومراده الله بجهالة المؤلف جهالة حاله لا اسمه ، وهو ظاهر .
ثم لا يخفى أن الاسم الذي سماه به مؤلفه كتابه إنما هو : كتاب عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتعظ والواعظ من كلام على الله ، فتأمل .
واعلم أن كتابه هذا مشتمل على ثلاثين باباً ، ولكن الموجود في النسخ التي رأيناها تسعة وعشرون باباً على ترتيب حروف التهجي ، وقد سقط من آخره الباب الثلاثون الذي أورد فيه مختصرات من كلامه الا في التوحيد ، والوصايا ، ومذمة الدنيا، والمواعظ ، والأدعية ، والمكاتبات ، انتهى كلام صاحب الرياض (٢) .
ونقلناه بطوله : لاشتماله على فوائد كثيرة مهمة لا توجد في غيره .
وأقول : قال العلامة المجلسي في المجلد السابع عشر من بحاره المعروف بالروضة في باب ما جمع من جوامع كلم أمير المؤمنين الله وصلى الله عليه وعلى ذريته : أقول : وقد جمع الجاحظ من علماء العامة مائة كلمة من مفردات كلامه الله ، وهي رسالة معروفة شائعة، وقد جمع بعض علمائنا أيضاً كلماته الله في كتاب : نثر اللثالي ، والسيد الرضي رضي الله عنه قد أورد كلماته الله في مطاوي نهج البلاغة ، ولا سيما في أواخره ، وكذا في كتاب : خصائص الأئمة الله ، ثم جمع بعده الأمدي من
(١) بحار الأنوار ١ : ٣٤ وقد تقدم.
(۲) رياض العلماء ٤ : ٢٥١.