والمرجئة
- بالهمزة أو بالياء المخففة، خلافاً للجوهري فشددها، من أرجأ بمعنى أخر ، لا من
رجا بمعنى أمل : وهم فرقة لا يحكمون على أحد بشيء في الدنيا، بل يؤخرون الحكم إلى
يوم القيامة ، كذا في المصباح (١) .
وكأنه المراد مما عن المغرب : من أنهم لا يقطعون على أهل الكبائر بشيء من عفو أو عقوبة ، بل يرجؤون الحكم في ذلك ، أي يؤخرونه إلى يوم القيامة (٢) .
وعن كتاب الملل والنحل : اطلاق اسم المرجئة عليهم يصح بمعنى التأخير ؛ لأنهم كانوا يؤخرون العمل على النية والعقد ، وبمعنى الرجا ؛ لأنهم كانوا يقولون : لا يضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة ، قال : ويقابلهم الوعيدية (٣) .
قلت : المراد من تأخير العمل تأخره مرتبة عن الإيمان والاعتقاد، لكن قوله يصح بمعنى الرجاء من وجهين :
الأول : أن باب فعل إنما يأتي اسم فاعلها فاعل ، لا مفعل .
الثاني : أن قولهم : لا يضر مع الإيمان معصية ، قطع ويقين ، واليقين لا يسمى رجاء إلا بنحو من التسامح ، مع أن هذا المعنى مناف لما سمعت عن المصباح والمغرب ، إلا أن يقال المراد : أنهم يقولون : إنه لا يضر مع الإيمان معصية قطعاً ، لا قطعاً لا يضر .
وعنه أيضاً : وقيل : الإرجاء تأخير على الله عن الدرجة الأولى إلى الرابعة (٤) .
(١) المصباح المنير : ٢٢٢ .
(۲) المغرب ۱ : ۲۰۲ ( رجا) .
(٣) و (٤) الملل والنحل للشهرستاني ١ ١٢٥ .