. كشف الاستار٫ج ٦
أحمد ابن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي أحمد محمد بن زياد الازدي قال : سألت سيدي موسى ابن جعفر عن قول الله عز وجل ( وأسْبَغَ عَلَيْكُم نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وباطِنَة ) (۱) فقال : النعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب ، فقلت له : ويكون من الائمة من يغيب ، قال : نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره وهو الثاني عشر منا ، يسهل الله له كل عسير ويذل الله له كل صعب ، ويظهر له كنوز الأرض ، ويقرب عليه كل بعيد ، ويبتر به كل جبار عنيد ، ويهلك على يده كل شيطان مريد ، ذاك ابن سيدة الاماء الذي يخفى على الناس ولادته ، ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل ، فيملأ به الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ثم بعد . تمام الحديث .
قال الله : لم اسمع هذا الحديث إلا من أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عند منصرفي من حج بيت الله الحرام ، وكان رجلاً فاضلاً رحمة الله عليه ورضوانه (۲) .
افادة جليلة : ان مانطق به قوله في هذا الحديث الحسن الطريق - بل الحقيق بأن يعد صحيحاً ، لجلالة قدر ابراهيم بن هاشم - من تفسير النعمة الباطنة بالامام الغائب يطابقه ويعاضده ما سطعت به الروايات عنهم من انتفاع الناس بامامهم المعصوم في زمن غيبته عن ابصارهم ، واستفادتهم منه في دينهم ودنياهم، كانتفاع الخلق بالشمس ، واستفادتهم منها في يوم الغيم .
(۱) لقمان : ۲۰ .
(۲) كمال الدين : ٦٫٣٦٨ .