شيء إلا الصدق.
وروى ابن حيان عن أبي مهدي قال: قلت الميسرة بن عبدربه: من أين جئت بهذه الاحاديث من قرأ كذا فله كذا ؟ فقال: وضعتها، أرغب الناس فيها.
وهكذا حال الحديث الطويل المشهور: عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله في فضل سور القرآن سورة سورة، بعث باعث عن مخرجة حتى انتهى إلى من اعترف بأنه وجماعة وضعوه، وأن أثر الوضع لبين عليه... إلى أن قال: ولقد أخطأ رهط من المفسرين كالواحدي والثعلبي والزمخشري ومن تبع طريقتهم في إيداعهم هذه الأحاديث الموضوعة في تفاسيرهم.
والعذر عنهم بأنهم لم يطلعوا على الوضع، مع ما قد نبه عليه جماعة من العلماء غير مسموع.
من ذكره مسنداً كالواحدي أسهل.
وقد ورد في فضائل السور والآيات وخواصها ما قد ثبت عن الاثبات من طريقهم ومن طريق الأصحاب في الأصول المعتبرة فليؤخذ منها.
قال ابن الأثير في جامع الأصول: ومن الواضعين جماعة وضعوا الحديث تقرباً إلى الملوك مثل: غياث بن إبراهيم، دخل على المهدي بن المنصور - وكان تعجبه الحمامة الطيارة الواردة من الأماكن البعيدة - فروى حديثاً عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لاسبق إلا في خف أو حافر أو نصل أو جناح، قال: فأمر له بعشرة آلاف درهم.
فلما خرج قال المهدي: أشهد أن قفاه قفا كذاب على رسول الله صلى
(۱) جاء في حاشية الرواشح ما يلي: يقال: ما خطبك، أي ما شأنك وحالك، ومنه قولهم: جل الخطب، أي عظم الأمر والشأن.