مخصوصة وشرائط معينة وألفاظ مخصوصة ما في لوح القضاء والقدر.
وهذا علم توارثه أهل البيت ومن ينتمي إليهم، ويأخذ منهم من المشايخ الكاملين، وكانوا يكتمونه عن غيرهم كل الكتمان.
وقيل: لا يفقه في هذا الكتاب حقيقة إلا المهدي المنتظر، خروجه في آخر الزمان، وورد هذا في كتب الأنبياء السالفة كما نقل عن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام: نحن معاشر الأنبياء نأتيكم بالتنزيل، وأما التأويل فسيأتيكم به البارقليط الذي سيأتيكم بعدي.
نقل أن الخليفة المأمون لما عهد بالخلافة من بعده إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام وكتب إليه كتاب عهده كتب وهو في آخر ذلك الكتاب: نعم إلا أن الجفر والجامعة يدلان على أن هذا الأمر لا يتم، وكان كما قال، لأن المأمون استشعر فتنة من بني هاشم فسمه، كذا في مفتاح السعادة.
قال ابن طلحة الجفر والجامعة كتابان جليلان، أحدهما ذكره الامام علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وهو يخطب بالكوفة على المنبر، والآخر أسره إليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأمره بتدوينه، فكتبه علي رضي الله تعالى عنه حروفاً متفرقة على طريقة سفر آدم في جفر - يعني في رق قد صبغ من جلد البعير - فاشتهر بين الناس به، لأنه وجد فيه ما جرى للأولين والآخرين والناس مختلفون في وضعه وتكسيره.
فمنهم من كسره بالتكسير الصغير وهو جعفر الصادق، وجعل في حافية الباب الكبير أب ت ث .. إلى آخرها، والباب الصغير أبجد إلى قرشت.
وبعض العلماء قد سمى الباب الكبير بالجفر الكبير والصغير بالجفر الصغير، فيخرج من الكبير ألف مصدر، ومن الصغير سبعمائة.
ومنهم من يضعه بالتكسير المتوسط، وهي الطريقة التي توضع بها الأوفاق الحرفية، وهو الأولى والأحسن، وعليه مدار الخافية القمرية والشمسية.