ومسالك طرائفه ليس لها انتهاء واختتام، وعجزت عن مدارك لطائفه الأوهام ولنقتصر في ذكر أوصاف ذلك الكتاب على هذا القدر خوفاً للأطناب، فان الثمرة تنبيء عن الشجرة، وتدل على البعير البحرة، والحمد لله أولاً وآخراً.
تذييل جليل فيما يتعلق بهذا الكتاب الجميل من التشريح والتفصيل: إعلم أن الشيخ رحمه الله قد يذكر في التهذيب والاستبصار جميع السند - كما في الكافي - وقد يقتصر على البعض بحذف الصدور - كما في الفقيه - واستدرك المتروك في آخر الكتابين، فوضع له مشيخته المعروفة، وهي فيهما واحدة غير مختلفة - وقد ذكر فيها جملة من الطرق إلى اصحاب الحديث والكتب ممن صدر الحديث بذكرهم ، وابتدأ بأسمائهم ، ولم يستوف الطرق كلها ، ولا ذكر الطريق إلى كل من روى عنه بصورة التعليق ، بل ترك الأكثر لقلة روايته عنهم ، وأحال التفصيل إلى فهارست الشيوخ المصنفة في هذا الباب .
وزاد في التهذيب الحوالة على كتاب الفهرست الذي صنفه في هذا المعنى وقد ذهبت فهارس الشيوخ بذهاب كتبهم ، حتى وصلت النوبة إلى المتأخرين وصاروا في مقام تمييز الأحاديث الصحاح منها من الضعاف.
ولم يكن كتاب فهرسته الموجود بل سائر الكتب الموجودة وافياً بهذا المرام، فاتعبوا أنفسهم وبذلوا الجهد بكل ما تيسر لهم من الأمارات الدالة على التعيين. حتى أن فارس هذا الميدان العالم الجليل المولى حاجي محمد الاردبيلي جمع في رسالته التي سماها :
٣١٤٠- تصحيح الأسانيد وذكر مختصرها في جامعه ما فيهما ، وما يظهر من أسانيد الكتابين، وفيها فوائد جمة لتوضيح ذلك المهم، قد أورد العلامة النوري رحمه الله ما أورده فيها في الفائدة السادسة من كتابه الكبير ، فارجع إليها تجد ذلك بأوضح بيان وأصرح تبيان ، وألف أيضاً السيد العلامة التوبلي كتاب:
٣١٤١- ترتيب التهذيب: مجلدات ، قد رتب الأخبار فيه كل في الباب