كشف الأستار٫ج ٤
وكذا ما في الكشى قال: ما روى في يزيد بن خليفة
الحارثي، واسند إلى النضر بن سويد رفعه قال: دخل على أبي عبد الله عليه السلام رجل
يقال له: يزيد بن خليفة، فقال له : من أنت؟ فقال: من الحارث بن كعب، قال: فقال ابو
عبدالله عليه السلام: ليس من أهل بيت إلا وفيهم نجيب أو نجيبان، وأنت نجيب الحارث
بن كعب ، والنضر صحيح الحديث فلا يضر الإرسال وفيه مدح عظيم.
وفي الكافي في الصحيح عن حنان بن
سدير، عن يزيد بن الخليفة - وهو رجل من بني الحارث بن كعب - قال: سمعته يقول: أتيت
المدينة وزياد بن عبيد الله الحارثي عليها، فاستأذنت على أبي عبد الله عليه السلام
فدخلت عليه وسلمت عليه وتمكنت من مجلسي.
قال: فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني رجل من بني
الحارث وقد هداني الله عز وجل إلى محبتكم ومودتكم أهل البيت.
قال: فقال لي: كيف اهتديت إلى مودتنا أهل البيت؟
فوالله إن محبتنا في بني الحارث القليل. قال: فقلت له: جعلت فداك إن لي غلاماً
خراسانياً وهو يعمل القصارة ، وله همشريجون (۳) أربعة، وهم يتداعون كل جمعة
لتقع الدعوة على رجل منهم فيصيب غلامي كل خمس جمع ، فيجعل لهم النبيذ واللحم، قال:
ثم إذا فرغوا من الطعام واللحم جاء بإجانة فملأها نبيذاً ثم جاء بمطهرة فإذا ناول
إنساناً منهم، قال: لا تشرب حتى تصلي على محمد وآل محمد، فاهتديت إلى مودتكم بهذا
الغلام.
قال: فقال عليه السلام لي: استوص
به خيراً، واقرأه مني السلام وقل له: يقول جعفر بن محمد: أنظر شرابك هذا الذي
تشربه، فإن كان يسكر كثيره
(۱) رجال الكشي ٢
٦٢٦ ٫ ٦١١
(۲)
والقصارة بالضم ما يقي في السنبل من الحب بعد ما يداس ، أنظر «الصحاح - قصر -
۷۹۳:۲
(۳)
وهي مغرب: همشهري، أي أبناء البلد الواحد، وفي المصدر: همشهريجون