الشيباني، كوفي تحول الى بغداد، ولقي الصادق والكاظم عليهما السلام، وكان ممن فتق الكلام في الإمامة، وهذب المذهب بالنظر، ورفعه الصادق عليه السلام على الشيوخ وهو غلام وقال: هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ، وقوله عليه السلام: هشام ابن الحكم رائد حقنا، وسائق قولنا المؤيد لصدقنا، والدامغ لباطل أعدائنا، من تبعه وتبع أثره تبعنا، ومن خالفه والحده فقد خالفنا وألحد فينا ) ثم ذكر كتبه.
وفي الشافي: أما ما رمي به هشام بن الحكم من التجسيم فالظاهر من الحكاية القول بجسم لا كالأجسام، ولا خلاف في أن هذا القول ليس بتشبيه ولا ناقض لأصل ولا معترض على فرع، وأنه غلط في عبارة يرجع في إثباتها ونفيها إلى اللغة.
وأكثر أصحابنا يقولون: أنه قد أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة فقال لهم: إذا قلتم: إن الله تعالى شيء لا كالأشياء، فقولوا: إنه جسم لا كالأجسام، وليس كل من عارض بشيء وسئل عنه يكون معتقداً له ومتديناً به.
ويجوز أن يكون قصد به إلى استخراج جوابهم . ما عندهم فيها، أو إلى أن يبين قصورهم عن إيراد المرضي في جوابها، إلى غير ذلك مما يتسع ذكره. انتهى.
ويشهد لما ذكره قدس سره من إيراده ذلك معارضة قول الشهرستاني في الملل والنحل: الهشامية أصحاب الهشام بن الحكم، صاحب المقالة في التشبيه كان من متكلمي الشيعة.
وجرت بينه وبين أبي الهذيل العلاف مناظرات في علم الكلام.. إلى أن قال: وهشام بن الحكم هذا صاحب غور في الأصول، لا يجوز أن يغفل عن الزاماته على المعتزلة، فإن الرجل وراء ما يلزم به على الخصم، ودون ما يظهره من (۱) معالم العلماء : ٨٦۲٫۱۲۸