الرضوي حياً وميتاً(١) ، انتهى كلام المنتهى .
ومن عجيب الاتفاقات التي ينبغي
عدها من الكرامات ، بنقل صاحب الروضات في واقعة ورود رئيس الوهابية المردود الملقب
بسعود في مشهد كربلاء في السنة الخامسة عشرة بعد الألف والمائتين من الهجرة ،
والقتل العام من أهالي مشهد الحسين المظلوم في يوم الغدير ، ونهب الحرم الشريف ،
وصنعهم ما صنعوا من الهتك والتخفيف ، ونهب أموال المؤمنين .
بالنسبة إلى سيدنا صاحب الكتب
المذكورة أنه لما وقف على قصدهم الهجوم على داره بعزيمة قتله وقتل عياله ونهب
أمواله ، فأرسل بحسب الإمكان أهاليه وأمواله في الخفاء عنهم إلى مواضع مأمونة ،
وبقي هو وحده في الدار مع طفل رضيع لم يذهبوا به مع أنفسهم ، فحمل ذلك الطفل معه ،
وارتقى إلى زاوية من بيوتاتها الفوقانية معدة لخزن الحطب والوقود وأمثاله فيها
ليختفي عن عيونهم ، فلما وردوا وجعلوا يجوسون خلال حجرات الدار في طلبه وينادون من
كل جهة منها بقولهم : اين مير علي ؟
ثم عمدوا إلى تلك الزاوية ، أخذ هو
( رحمه الله ) ذلك الطفل على صدره متوكلاً على الله في جميع أمره ، ودخل تحت سنبدة
كبيرة كانت هناك ، من جملة ضروريات البيت ، فلما صعدوا إلى تلك الزاوية وما رأوا
فيها غير حزمة من الحطب موضوعة في ناحية منها ، وكان قد أعمى الله أبصارهم عن مشاهدة
تلك السنبدة ، تخيلوا أن جناب السيد لعله اختفى بين الأحطاب والأخشاب ، فاخذوها
واحداً بعد واحد ، ووضعوها بأيدي أنفسهم فوق تلك السنبدة إلى أن تمت ، ويئس الذين
كفروا من دينهم فانقلبوا خائبين وخاسرين ، وخرج السيد المرحوم لنعمة الله من
الشاكرين ، وفي عصمة الله من الحائرين ، وأنه كيف سكن ذلك الطفل الصغير من الفزع
والأنين ، وأحمد منه التنفس