وأمّا النوفلي هذا صاحب الرواية عن السكوني فلم يقدح فيه أحد من ائمّة الرجال ، وما ينقل عن بعض القميين مما لا يوجب مغمزاً فيه كما في كثير من الثقات الفقهاء الأثبات كيونس بن عبد الرحمّن وغيره .
والمحقّق نجم الدين بن سعيد أبو القاسم مع تبالغه في الطعن في الأسانيد بالضعف ، قد تمسك في المعتبر وغيره من كتبه ورسائله ومسائله في كثير من الأحكام بروايات السكوني وعمل بها ، والنوفلي هذا في الطريق .
وكذلك الشيخ وغيره من عظماء الأصحاب قد عملوا بها واعتمدوا عليها ، وجعلوها من الموثقات ، فإذن هذا الرجل مقبول الرواية ، وإن لم يكن حديثه معدوداً من الصحاح .
وقول العلّامة في الخلاصة : عندي توقف في روايته بمجرد ما نقل عن القميين وعدم الظفر بتعديل الأصحاب له (١) ، خارج عن مسلك الصحة والاستقامة (٢) .
وفي التعليقة بعد ذكر جملة من أمارات المدح ما لفظه : مضافاً إلى كونه كثير الرواية وسديدها ومقبولها ، مع أن جمعاً من القميّين كإبراهيم بن هاشم وغيره أكثروا من النقل عنه ، إلى غير ذلك ممّا فيه من أمارات القوّة ، مع أنذ الغلو في آخر العمر غير مضر (٣) .
وفي المستدرك أيضاً في ضمن حال السكوني ما يؤيّد ذلك ـ إلى أن قال : ـ قال فخر المحقّقين في الايضاح : احتجّ الشيخ بما رواه عن السكوني في الموثق عن الصادق عليهالسلام ، قال : السحت ثمن الميتة . . . إلى آخره (٤) .
__________________
(١) رجال العلامة : ٢١٦ / ٩ .
(٢) الروائح السماوية : ۱۱۳ .
(٣) تعليقة البهبهاني : ۱۱۸ .
(٤) إيضاح الفوائد ١ : ٤٠٣ .