وعن الجاحظ : كان الملك من الملائكة إذا عصى ربه في السماء أُهبط إلى الأرض في صورة رجل ـ كما صنع في هاروت وماروت ـ فوقع بعض الملائكة على بنات آدم فولدت منه جرهما ، قيل : ومن هذا الضرب كانت بلقيس ملكة سبأ ، وكذلك ذو القرنين ، كانت اُمه آدمية وأبوه من الملائكة ولم يثبت ، إنتهى .
إلّا أن في كلام الجاحظ ما فيه ، فإنّ اعتقادنا أن الملائكة معصومون لا تصدر عنهم الذنوب والخطايا ، وهم مهتزون بعبادة الله غير مفترين ، فمنهم قائمون غير راكعين ، وبعضهم راكعون و بعضهم ساجدون ، كما يظهر من كلام أمير المؤمنين المذكور في نهج البلاغة في ضمن خطبته التي يذكر فيها خلق السماء والأرض :
ثم فتق ما بين السماوات العلى ، فملأهن أطواراً من ملائكته ، منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون ، ومسبحون لا يسأمون ، لا يغشاهم نوم العيون ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، ولا غفلة النسيان . . . إلى آخر كلامه (١) .
وفي جامع الكافي حديث شريف يدل على فضل همدان ، ويحرضني همي على كتابته ، وإن كانت أوصافهم كثيرة لا يسع هذا العبد الضئيل عادم الكتب وأسباب التحصيل استقصاءه وجمعه ، وحقيقة الأمر أنّ أمثال هذه الاُمور خارجة عن موضوع الكتاب ، لكن نطرز بعض العناوين ، ونذهب جملة من أسماء المصنفين بما يكون قرة ونوراً للعين لئلّا يمل الناظرين ، وما عزمي إلّا الإِحسان والله يحب المحسنين . قال الكليني : حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن محمد بن زياد بن عيسى ، عن
__________________
(١) نهج البلاغة ١ : ١٢ / ١ .