وذراريه وسائر حقوقه على الإِسلام والمسلمين بما لا يتصور المزيد عليه ، وهو واحد في فنّه كما إن رسالته واحدة ، وقد ذكرنا منها هذا المدح الباذخ والشرف الجليل ، وكل الصيد في جوف الفرا .
وهو أنه قال فيها : لقد حدثني بعض الأساتذة العظام ، عمّن حدّثه ، عن بحر العلوم العلّامة الطباطبائي ، أنه كان يتمنّى أن تكون جميع تصانيفه في ديوان العلّامة المجلسي رحمة الله ، ويكون واحد من كتبه الفارسية التي هي ترجمة متون الأخبار الشائعة كالقرآن المجيد في جميع الأقطار ، في ديوان عمله ، وكيف لا يتمنّى ذلك ، وما من يوم بل ولا ساعة من أناء الليل وأطراف النهار ، خصوصاً في الأيام المتبرّكات والأماكن المشرّفات إلّا وآلاف اُلوف من العباد وفئام (١) من الصلحاء والزهّاد متمسكون بحبل ما ألّفه ، متوسلون بوسيلة ما صنّفه ، ما بين داع ومناج ، وزائرٍ ومعقّب ، وصارخ وباك ، متزوّدون من زاده، متحلّون بحليته ، مقتبسون من مقابسه .
وفي صحيح الآثار الذي استقرت عليه آراء الأخيار مشاركته مع كل واحدٍ من هؤلاء الأصناف فيما يتلقونه من الفيوضات ، ويأخذون مما آتاهم ربّ البريات، فهنيئاً لروح تتردّد دائماً بين صفوف الزائرين والصارخين ، وتتقلب في مصاف الداعين والمبتهلين ، بل قلّما أُقيمت مآتم لأبي عبد الله عليهالسلام وليس له حظ ونصيب منها ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء (٢) .
وقبّته السامية المدفون فيها الآن في أصفهان من جملة المشاهد المشرفة والأماكن المتبركة ، يشدون إليها الرّحال من الخواص والعوام والنساء
__________________
(١) مجمع البحرين ٦ : ١٣٠ باب ـ فام ـ في الخبر : « من اُمتي من يشفع في الفِئَام » بالكسر والهمز : الجماعة الكثيرة من الناس لا واحد له من لفظه . قال الجوهري وغيره : والعامة تقول : الفَام بلا همز. وفي الحديث : « قلت : وما الفِئام ؟ قال : مائة ألف » .
(٢) بحار الأنوار ١٠٥ : ١٩ .