وصاحب الوسائل يروي عن هذا السيد بتوسط بعض تلامذته كما اعترف به في أمل الآمل (١) .
٢٢٩ ـ کتاب الاُفق المبين : ولقد أضاء هذا الاُفق المبين من الشمس الطالعة فى سماء العلم والدين ، النير الأعظم المضىء لمن أشرق ضوء نوره إليه ، مظهر القديسين ومغبط كافة أهل العلوم أجمعين ، الحكيم النقّاد ، والفهيم الوقاد ، الملقب تارة بالمعلّم الثالث ، وأخرى بالسيد الداماد ، عماد كلّ ذي عماد ، وسند الاستناد الأمير الكبير السيد محمّد باقر ابن مير شمس الدين محمّد الحسيني ، وأصله من استر آباد .
قال سميّة السمي باقر مشكلات علوم هذا المراد ، بلسانٍ أحلى من كل ما يذاق في المذواق ، بعد ذكر اسمه السامي وتخلّصه العالي في مضامير الشعر بالإِشراق : كان رحمة الله تبارك وتعالى عليه من أجلّاء علماء المعقول والمشروع ، وأذكياء نبلاء الاُصول والفروع ، متقدّماً بشعلة ذهنه الوقّاد ، وفهمه المتوقّد النقّاد على كلّ متبحرٍ اُستاد ومتفنن مرتاد ، صاحب منزلةٍ وجلال ، وعظمةٍ وإقبال ، عظيم الهيبةً ، فخيم الهيئة ، رفيع الهمّة ، سريع الحمّة ، جليل المنزلة والمقدار، جزيل الموهبة والإِيثار ـ إلى أن قال ـ إماماً في فنون الحكمة والأدب ، مطلعاً . أسارير كلمات العرب ، خطيباً قلّ ما يوجد نثله في فصاحة البيان وطلاقة اللسان ، أديباً لبيباً فقيهاً نبيهاً عارفاً المعيّاً كأنّما هو إنسان العين وعين الإِنسان.
وكان والده المبرور ختن شيخنا المحقّق علي بن عبد العالي الكركي فخرجت هذه الدرّة اليتيمة من صدف تلك الحرّة الكريمة ، وطلعت هذه الطلعة الرشيدة من اُفق تلك النجمة السعيدة ، ولقب والده في ضمن صهره
__________________
(١) أمل الآمل ١ : ٤٢ / ٣٣ .