و في نهج البلاغة في آخر كلام له عليهالسلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا : « ألا و أنّ القرآن ظاهره أنيق ، باطنه عميق ، لا تفنى عجائبه (و لا تنقضي غرائبه) (١) و لا تكشف الظلمات إلّا به » (٢) .
و أما الأخبار الواردة في ذم تفسير القرآن بالرأي و وجوب أخذ حقائقه و معانيه ممن خوطب به و أُنزل في بيته ، فهي جم غفير و شيء كثير مذكورة في كتب المحدثين ، و مسطورة في زبر الأولين .
و أما الأخبار الواردة في ذم تفسير القرآن بالرأي و وجوب أخذ حقائقه و معانيه ممن خوطب و أُنزل في بيته ، فهي جم غفير و وشيء كثير مذكورة في كتب المحدثين ، و مسطورة في زبر الأولين .
و هذا مما تبركنا بذكره و طلبنا المثوبة من الله بثبته و نقله ، اللّهم حقق رجائي و لاتخيبني بفضلك و كرمك فإنك المتفضل على عبدك .
و ها أنا أشرع في ذكر ما هو المراد من التعرض لذكر أسامي كتب المصنفين ، و صحف المطهرين من الأولين الأقدمين ثم التالين من بعدهم في كل زمان وعصر حتى يصل إلى زماننا المنكوس الذي كان الأثر فيه معكوساً ، فإن الدهر قد أتى بالخطب الجليل ، و الحدث الفادح ، فإن آثار العلم و علمائه مندرسة ، و أضواء شموسهم منطمسة ، و أنوار أقمارهم منخسفة ، و سيوف الأعداء المنتظرين للوقت منجلية .
اللّهم عجّل فرج محمد و آل محمد ، و أرغد عيشنا بظهور الدولة الحقة ، و أقر أعيننا بنور وجهه الكريم ، فإنه كاشف الكروب عن وجوه المؤمنين ، و الله بهم رؤوف رحيم .
والداعي على هذا الأمر الشريف ، من ترصيف أسامي الكتب من كل تصنيف ، الأخبار الواردة عنهم بحفظ كتب الأصحاب الذين كبروا في حجر تربيتهم ، و تعلموا العلم منهم ، و أعطوا الحكمة لأهلها فاستودعوها في
__________________
(١) ليس في المصدر .
(٢) نهج البلاغة ١ : ٥١ / خطبة ١٧ .