وقبل استعراض النص هناك عدّة أسئلة نترك الجواب عنها للنصّ . فالسؤال الأوّل سؤال موضوعي ، وهو : هل يحقّ لنا الكلام في هذا المجال ؟ ! ومن المعلوم الكلام إنّما يصحّ في منطقه الفراغ سواء كان تشريعياً أو سياسياً أو غير ذلك . ثمّ ما هي الإمامة ؟ ومن هو الإمام ؟ وما هي الشروط المطلوب توفّرها في الإمام ؟ وهل الإمامة منحصرة في طائفة معيّنة ؟ وما هي وظائف الإمام وغيرها من قبيل مصدر علم الإمام عليهالسلام و . . .
وفي جانب الرعية هل يمكنهم معرفة الإمام ؟ وهل يحقّ لهم ويصحّ منهم الاختيار للإمام وأسئلة اُخرى .
أمّا النص : فقد روي في الكافي عن عبدالعزيز بن مسلم ، قال : كنّا مع الرضا عليهالسلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها ، فدخلت على سيدي عليهالسلام فأعلمته خوض الناس فيه فتبسّم عليهالسلام ، ثمّ قال : «ياعبدالعزيز ! جهل القوم وخدعوا عن آرائهم» ، فقد وضّح عليهالسلام منشأ الاختلاف والسبب في تعدّد الآراء ، وبيّن أنّه لا داعي للرأي ولا مجال للقول ، فقال عليهالسلام : «إنّ اللّه عزوجل لم يقبض نبيه صلىاللهعليهوآله حتّى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كلّ شيء ، بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملاً فقال عزوجل : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) (١) » .
ثمّ بيّن عليهالسلام كيفية حصول تمام الدين وبمَ كمل ، حيث قال عليهالسلام : «وأنزل في حجّة الوداع ، وهي آخر عمره صلىاللهعليهوآله ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
__________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ٣٨ .