قلت له : لا بأس ، أصلّي فيه من اليوم في ساعة كذا ، وكان دكّانه قريب المسجد ، فلمّا حضرتْ خرجتُ إلى المسجد للصلاة ، فلمّا رآني أذهب إلى المسجد نزل من حانوته فأذّن بباب المسجد ، فحضر معه بعض أهل المحلّة في المسجد.
ولمّا حضر شهر الصيام لم يسع المسجد لأهل الصلاة ، وكان في قربه تكية فهيّؤوها للصلاة ، فاجتمع الناس وأنا بنفسي إمام الجماعة وواعظ الناس ، بخلاف [سائر] أئمّة الجماعة ، فإنّ واعظ المسجد لابدّ أن يكون غير الإمام ، وما اكتفيت بذلك ، بل أمرتُ الناس بالحضور للمقابلة وقراءة القرآن ، وكان الأمر كذلك إلى انصرام أيّام الصيام.
فجاءني متولّي مدرسة (الصدر) ومدرسة (عبد الله خان) فدعاني إلى تدريس الفقه والأُصول ، وكان في المدرستين مدرساً للرياضيات والمعقولات ، فشرعتُ في التدريس فيهما طرفي النهار ، لكنّي تركتُ تدريس مدرسة الصدر بعد مدّة ، لكثرة الاشتغال واقتصرت على تدريس مدرسة (عبد الله خان).
ولم يكن اشتغالي بغير العلميّات من الأُمور ، بل كان من جملة اشتغالي تصحيح بعض الكتب وتشريحه حين التصحيح ، مثل كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد(١) وكشف الريبة في الغيبة والنميمة(٢) اللذان شرحتهما حين
__________________
(١) في علم الكلام ، وأصل الكتاب قواعد العقائد للمحقّق الخواجة نصير الدين الطوسي ، وشرحه العلاّمة الحلّي ، مطبوع.
(٢) للشهيد الثاني زين الدين العاملي.