الرحمة والغفران ، وبلّغه الله تعالى درجة الرضوان.
ثمّ اعلم يا أخي ، أنّي لم أترك كتابة المطالب والمسائل والتقريرات والرسائل ما دمتُ في النجف ، ولم أزل كذلك إلى يوم خروجي من سامرّاء للوداع ، وكنت يومئذ مشغولاً بكتابة قاعدة نفي الضرر تقرير كلمات سيّدنا الأُستاذ ، وكان يحبّني كثيراً لأجل كتابتي تقريراته ، ولم يكن في (سامرّاء) أحد يقدر على كتابة تقريراته غيري.
وكان بعض الأفاضل يأخذ تقريراتي التي أكتبها ، وربّما يجيئه استفتاء من النواحي والأطراف فيطرح المسألة ويقول : تفكّروا فيها لنتكلّم ، وأنا أكتب رسالة مستقلّة فيها ، كما سألوه عن حكم النوط والإسكناس من حيث المالية أو كونه حوالة ، فكتبتُ رسالة قبل أن يتكلّم فيه وبعثتها إليه ، فارتضاه ولم يقبل مقالات أحد ممّن تكلّم فيها أو كتب فيها شيئاً.
وكان لي مباحثة بين الثلاث ـ أعني بالثاني والثالث السيّد السند الآقا (السيّد محمّد الأصفهاني) و (الآقا الميرزا محمّد تقي الشيرازي) (١) الذي صار مرجع التقليد للنّاس بعد وفاة سيّدنا الأُستاذ عليهما رحمة الله تعالى يوم المعاد ــ تقرب ثلاث سنين.
فاتّفق مخالفة شديدة بيني وبين الآقا (الميرزا محمّد تقي) المذكور في
__________________
(١) هو السيّد محمّد تقي الشيرازي من أركان الثورة العراقية ضدّ الانجليز سنة ١٩٢٠ ، وأوّل من دعا إليها من رجال الدين ، ولد بشيراز ونشأ بالحائر وأقام بسامرّاء ، توفّي بمدينة كربلاء سنة ١٣٣٨ هجرية ودفن فيها.