العلماء ممّن كان له اطّلاع وافر بالعهدين ، كما أنّه كانت له منهما نقولات كثيرةٌ في مصنّفاته ، وذلك لإثبات نبوّة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ، وللردّ على المعتقدات الدينية المسيحية(١) ، ومن جانب آخر فإنّه كان مسلماً متورّعاً راسخ العقيدة وعقلانيّاً ، وإنّ دفاعه عن معتقد إعجاز القرآن في مصنّفاته واضحٌ جدّاً(٢).
إنّ أوّل من نسبت إليه نظرية (الصرفة) بشكل واضح هو إبراهيم بن سيّار المعروف بنظّام (ت ٢٣١ هـ) (٣) (٤) ، بعد ذلك ظهر لها مدافعون من بين بعض
__________________
وقد تمّ تصحيح هذا الكتاب وطباعته تحت عنوان : (القاسم بن إبراهيم ، الردّ على النصارى) ، تحقيق : إمام حنفي عبد الله ، القاهرة : دار الآفاق ، ٢٠٠٠م.
(١) للحصول على بعض النماذج انظر : ويلفرد مادلونغ مقالة مستقلّة لدراسة القاسم تحت عنوان : (القاسم بن إبراهيم والعقيدة المسيحية) :
Wilferd Madelung "Al ـ Qasim Ibn Ibrahim and Christian theology" ARAM ٣ (١٩٩١) pp. ٣٥ ـ ٤٤.
(٢) Madelung, ١٩٦٥. pp.١٢٤ ـ ١٢٥
وكأنموذج انظر : القاسم بن إبراهيم في كتابه (مديح القرآن الكبير) في مجموع الكتب والرسائل ٢/٢٣ ـ ٢٤ ، وللحصول على نماذج متأخّرة من أدبيّات الزيدية في باب إعجاز القرآن في أواخر القرن الرابع الهجري بقلم المؤيّد بالله (ت ٤١١ هـ) في مصنّف تحت عنوان (كتاب إثبات نبوّة النبي) انظر : ٢٠١٢, p.٢٢١ Schmitdke. وقد تمّ طباعة ونشر مجموعة آثاره الكاملة : مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسّي ، تحقيق : عبد الكريم أحمد جدبان ، جزءان ، صنعاء : دار الحكمة اليمانية ، ٢٠٠١م.
(٣) مقالات الإسلاميين : ٢٢٤ ؛ الذخيرة : ٣٧٨.
إلاّ أنّ عبد الرحمن بن معاضة الشهري يقول في كتابه : القول بالصرفة في إعجاز القرآن (عرض ونقد) : ١١٩ : «إنّ نظرية (الصرفة) أكثر ما نسبت إلى واصل بن عطاء (ت ١٣١ هـ)» من دون الإشارة إلى أيّ مصدر يؤيّد قوله هذا. (انظر النقد في : Martin, p.١٨٠).
(٤) عبد القاهر البغدادي (ت ٤٢٩ هـ) هو الوحيد الذي يقول أنّ النظّام يعتقد : «أنّ نظم القرآن