المسلمين والمسيحيّين
، ومثال ذلك : إنّ تيموثاوس الأوّل (Timothy١) في حواره مع
الخليفة العبّاسي المهدي بالله (مدّة خلافته : ١٥٨ ـ ١٦٩ هـ) قال : «إنّ كلمات
الله في التوراة وكتب الأنبياء والإنجيل ومدوّنات الرسُل كانت تعضدها المعجزات
ولكن ليس هناك أيّ معجزة أو دليل مؤيّد لكتابكم المقدّس».
ولذلك يجب علينا أن ننظر إلى الوجه
الآخر لهذا الموضوع والذي جاء في مصنّفات علماء الإسلام تحت عنوان (دلائل النبوّة
وتثبيت دلائل النبوّة أو إثبات دلائل النبوّة) ، علماً بأنّ أدبيّات دلائل النبوّة
تفتقر إلى تحقيق واسع لا يسعه هذا المجال. فمنذ القرون الإسلامية الأولى بادر بعض
العلماء إلى تصنيف كتب تحت عناوين (دلائل النبوّة ، إعلام النبوّة ، أمارات
النبوّة ، إثبات النبوّة ، إثبات نبوّة النبي ، تثبيت نبوّة النبي ، وتثبيت دلائل
النبوّة) ، وإنّ أهمّ ما كان يرمي إليه علماء الإسلام آنذاك هو الجواب على الهجمات
العلمية والثقافية للأديان الأخرى وخاصّة المسيحية
، فإنّ هذه الأدبيّات التخاصمية والجدل القائم آنذاك كان أكثر شيوعاً
__________________