مستعيناً بعزّة الله تعالى ، والتأييد الإلهي يتحقّق بالاستعانة بقوّة الله تبارك وتعالى.
والدلالة التي يراها الباحث أقرب إلى روح النصّ هي الدلالة الأولى فحماية بلاد المسلمين تأتي مصحوبة بعزّة الله تعالى وتأييده ملاصقاً لقوّته عزّ وجلّ ، هذه الدلالة فيها من الطاقة الإيجابية التي تزيد من عزيمة المقاتلين المجاهدين بأنّهم بعين الله يمطرهم بحمايته وقوّته وعزّته.
دلالة الحرف (في) :
(في) حرف مختصّ بالأسماء ، عمله الجرُّ ، وله معان تسعة ، هي الظرفية وهي الأصل فيها ولم يذكر البصريّون سوى هذا المعنى له(١) ، والمصاحبة ، والتعليل ، والمقايسة ، وقد ضمّنوها معاني حروف أخرى مثل (على ، والباء ، وإلى ، ومن) وقد تأتي زائدة(٢).
وقد وردت دلالات مختلفة لهذا الحرف في دعاء الإمام السجّاد عليهالسلام. كما في قوله عليهالسلام : «والطف لهم في المكر».
فالمعنى الأوّل الذي يُفهم لـ : (في) في هذا النصّ التعليل ، وهو من المعاني التي أثبتها المرادي لـ : (في) ، وتكون دلالة النصِّ : أنَّ الإمام عليهالسلام يسأل الله تبارك وتعالى أن يمنَّ على عباده المجاهدين بلطفه ورحمته حتّى يكون هذا اللطف درعاً يتدرّعون به من مكر الأعداء الذين نصبوا لهم المكائد ، ويتحيّنون الفرص
__________________
(١) ينظر : الجنى الداني في حروف المعاني ٢ / ٤١.
(٢) ينظر : المصدر نفسه ٢ / ٤٢.