سوى كتاب قواعد الأحكام للعلاّمة الحلّي (٧٢٦ هـ) «حتّى كان ـ كتاب القواعد ـ بعد ظهور الدولة الصفوية في إيران دستور البلاد ، والمنهل القانوني الذي يعتمد عليه الحكّام آنذاك»(١).
ومن المحقّق الكركي سوف ننطلق لاستعراض معالم المدرسة الفقهية في حوزة إصفهان ؛ ونواصل من خلال الفقهاء الأعلام الذين واصلوا الطريق والمنهج الفقهي الذي سلكه المحقّق الكركي ، أو ممّن كان لهم منهج خاصّ في الاجتهاد والاستنباط الفقهي.
١ ـ المحقّق الثاني الشيخ علي بن الحسين الكركي (ت ٩٤٠ هـ) :
توجد هناك عدّة محطّات مهمّة في مسيرته الذاتية والعلمية(٢) ومن أهمّ مؤلّفاته كتابه الشهير الموسوم بـ : جامع المقاصد في شرح القواعد والذي يعدّ من الموسوعات الفقهية القيّمة ، «واعتمد عليه الفقهاء في أبحاثهم ومؤلّفاتهم ، بل ادّعي أنّه يكفي للمجتهد في استنباطه للأحكام أن يكون عنده كتاب جامع المقاصد ..»(٣).
لقد كان للمنهج الفقهي الاستنباطي الذي انتهجه هذا المحقّق الكبير دورهُ المؤثّر في فقه الدولة الصفوية ، والتي امتدّت لأكثر من قرنين من الزمن (٩٠٧ ـ
__________________
(١) مقدّمة كتاب جامع المقاصد ١ / ٤٥.
(٢) انظر للمؤلّف : تاريخ الحوزات العلمية ٣ / ٧٥ وما بعدها ، و٥ / ١٠٥ وما بعدها ، وتطوّر حركة الاجتهاد : ٢٨٣ ـ ٢٨٥.
(٣) مقدّمة كتاب جامع المقاصد ١ / ٤٦.