النبي (صلى الله عليه وآله) : «اللهمّ ، إنّي تعرّضت لرحمتك بلزوقي بقبر
عمّ نبيك (صلواتك عليه وعلى أهل بيته) ، لتجيرني من نقمتك وسخطك ومقتك ، ومن
الإزلال في يوم تكثر فيه الأصوات والمعرّات ، وتشتغل كلّ نفس بما قدّمت ، وتجادل
كلّ نفس عن نفسها» .
فالموصوف هنا
نكرة خصّصته الجملة الفعلية المضارعية ، بل إنّ تَصَدّر الفعل المضارع (تكثر) جملة
الصفة ؛ بلغ بالموصوف مرتبة التعريف ؛ فما يدلّ عليه الفعل من حدوث في المستقبل
هنا ، وما تلاه من بيان لمشاهد ذلك اليوم ؛ بيّن أنّه يوم القيامة.
ومن مظاهر
مرونة الوصف بالجملة الفعلية ، وقوع جملة قصر الملازمة صفةً ، وهو ما يعطي التعبير
عمقاً في الدلالة ، حين تمتزج دلالتا التجدّد والثبوت.
وثَمّة طائفة
من الأحاديث في فضل مسجد الكوفة ، منها قول أمير المؤمنين في فضله ، بعد أن قلّل
أحدهم من شأنه بقوله : «إنّه مسجد تصلّي فيه النساء» ، فقال أمير المؤمنين : «ذاك
مسجد ما أتاه مكروب قطّ فصلّى فيه فدعا اللّه ؛ إلاّ فرّج اللّه عنه وأعطاه حاجته»
.
وبتأمّل سياق
الحديث ، يظهر أنّ الكلام مسوق لضرب من ضروب التخصيص غير تقريب النكرة من المعرفة
، وكما يأتي :
١ ـ مسجد
الكوفة محور الكلام في هذا الحديث ؛ وهو ما يعني أنّ (مسجد)
__________________