واللفظ المركّب : الذي يدلّ جزؤه على جزء معناه»(١) ، وابن هشام (ت ٧٦١ هـ) يصرّح في شرحه لتعريف الكلمة (قولٌ مفردٌ) ، وبعدما يفسّر (القول) باللفظ الدالّ على معنى ، يعرّف (المفرد) بالقول : «ما لا يدلّ جزؤه على جزء معناه»(٢).
فإذا كان الأمر كذلك ، فإنّه يحق للباحث الاستغراب من تعليق الرضي بعدما أورد تعريف (اللفظ المفرد والمركّب) إذْ يقول : (والمشهور في اصطلاح أهل المنطق؛ جعل المفرد والمركّب صفة للفظ ، فيقال : اللفظ المفرد ، واللفظ المركّب) ، فإنّ ظاهر كلام الرضي يُشير إلى أنّ صفتي (المفرد) و (المركّب) من صفات المعاني لا الألفاظ ، في حين أنّنا نجد بعضاً من أئمّة النحو يذهب إلى ما ذهب إليه الشيخ مَيْثَم وأهل المنطق من وصف الألفاظ بهما.
* ثانياً : المفرد : كلّي وجزئي
بعد أنْ ينتهي الشيخ من بيان تقسيم اللفظ إلى مفرد ومركّب ، يشرع في تناول عدّة مسائل ، في تقسيم اللفظ المفرد أوّلاً ، ثمّ اللفظ المركّب.
وأولى هذه التقسيمات هي تقسيم اللفظ المفرد إلى (كلّي) و (جزئي) ، وهو إنْ كان ظاهره تقسيماً للفظ ، إلاّ أنّ جوهره تقسيم للمعنى لا للفظ كما
__________________
(١) نفس المصدر.
(٢) شرح قطر الندى وبلّ الصدى : ٣٧.