نفس المخطوط وأهميته من حيث المحتوى والمضامين ، وذلك عبر التركيز على الهوامش ، والصفحات الأولى والأخيرة ، وأغلفة الكتب ، وما كتب فيها من تذييلات علمية وتاريخية تعدّ غاية في الأهمية ، وهذا ما يؤكّده الباحث (روزنتال فرانتز) بقوله : «إنّ المخطوطات إلى جانب كونها تتضمّن متن المصنّف كانت تحتوي على معلومات وفوائد إضافية ذات قيمة عظيمة للعالم ، فقد توجد أحياناً كثيرة على حواشي المخطوطات نظرات ذات قيمة في النقد ، كان العالم يدقّق النظر في هذه الملاحظات التي يجدها في مقدّمة الكتاب ، وفي تواقيع المصنّفين في آخر الكتاب ، وفي الإجازة وما شابهها ، من تعليقات في المخطوطات مبثوثة هنا وهناك ، بحثاً عن أيّ ضوء يعينه على تحقيق ما غمض ، ومن المواضع التي يجد فيها العالم المنقّب معلومات وفوائد قيّمة : الغلافات الداخلية للمخطوطات ، وفي جلدة الكتاب الداخلية ، وعلى ظاهر الكتاب أحياناً على وجه الجزء».
وسنتعرّض خلال حديثنا عن أنواع التقييدات في الأهمّية العلمية التي تشكّلها مثل هذه المعلومات المتناثرة هنا وهناك في ثنايا المخطوطات ، وما أضافته لنا من معارف ومعلومات تقرّبنا كثيراً من النظرة الحقيقية للواقع الملموس في حينه.
وقد حفلت المخطوطة الأحسائية ـ بمفهومها الواسع الذي نعني به كلّ مخطوطة تضمّنت تقييدات أحسائية بغض النظر إن كان مصنّفها أحسائي أو غيره ـ بالعديد من المضامين العلمية والتاريخية في هوامشها وذيولها ، والتي