أحيى النّاس جميعاً». وجاء في أبجد العلوم للسيّد صدّيق (ت١٣٠٧هـ) : في رسالة الشيخ المسند حسن العجيمي ما معناه : «من ورَّخ أحداً من أهل الفضل والكمال فهو في شفاعته»(١).
ولا شكّ أنّ التعريف بالنسخ غير المحقَّقة والتي ينبغي تحقيقها ونشرها هو نوع من أنواع الإحياء للتراث المخطوط ، وللعلماء الذين شمَّروا الذيل عن ساق الجدِّ والاجتهاد ، وألقوا عزمهم أمامهم ، وسهروا الليالي في التحقيق والتصحيح والتعليق.
وكذلك فيه تسهيلٌ لأمر الباحثين من خلال استخراج العناوين غير المحقّقة من آلاف النسخ التي حقِّقت وإعطائهم معلومات كاملة عنها وعن نسخها الأخرى في مكتبات العالم.
ولا يخفى على أصحاب الاختصاص أنّ مسألة معرفة النسخة المحقّقة من التي لم تُحقَّق هي مسألة شائكة ومعقَّدة وتحتاج إلى شخص ذو خبرة عالية في أغلب الفنون ، ومعرفة ودراية بما نشر وحقِّق منها.
ولكن ما دعى أمثالي للخوض بهذه المهمَّة هو سؤال الأخوة الباحثين عن نسخ غير محقَّقة ، وتردُّد الكثير منهم على العتبة العبّاسية المقدَّسة في سبيل العثور على نسخة غير محقَّقة ، إضافة إلى ذلك تأكيد السيِّد المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدَّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزه) وفي أكثر من مرَّة على استخراج النسخ غير المحقَّقة في خزانة العتبة العبَّاسية والعمل على
__________________
(١) موسوعة عبد الله بن عبّاس حبر الأمة وترجمان القرآن ١ / ١١.