يُعنى بالتناص في الدراسات الحديثة ، ولكننا نستطيع أن نربط بين مصطلح التناص لدى جوليا كريستيفا وبين التعريف اللغويّ للنصّ وللتناص ؛ فإنّ تعريف كريستيفا للنصّ والتناص فيه دلالةٌ على التشريك بين نصّين أو أكثر ، وفيه دلالة على تزاحم النصوص داخل نصّ واحد معنيّ بالدراسة ، أمّا الاستقصاء والمناقشة فسيتّضح ارتباطهما بالتناص في المبحث التالي.
ثالثاً : التناص في الدراسات الحديثة :
إنّ السبب في تقديم هذا المبحث على المبحث الذي يليه ـ مبحث التناص في التراث العربي القديم ـ هو أنّ مصطلح التناص حديث ؛ فلا يمكن أن نتعرف إلى علاقته بالدراسات التراثية من دون معرفة حدوده في الدراسات الحديثة.
وكما ورد سابقاً ، فإنّ دراسة التناص في هذا المبحث ستوضح ـ باختصار ـ تطور المصطلح ، وسنعتمد فيه على تتبّع هذا التطور خطوةً خطوة :
١ ـ تكوُّن المفهوم : يقول الباحث «إنّه لا يمكن عزل فكرة التناص في أصلها عن الأعمال النظرية لجماعة (تيل كيل)»(١) ، وقد ظهر المصطلح في إصدارين مخصّصين لعرض الجهاز النظري للجماعة ، وانتقد فيليب سولرس
__________________
(١) نظريّة التَّناصّ ، علامات في النَّقد الجزء : ٣٤ ، المجلّد : ٩ : ص٢٤٢ ـ بتصرّف.