وتوهّم استحقاقها لها ، فطرقت إليها طريق من هو ليس بأهلها ، وصيّرت لأمثاله السبيل إلى المنازعة فيها ، والمنازلة في ولايتها ، والمكافحة في استدعاء حالها ، والتماس مراتبها ، وإظهار الطمع في فوائدها ، حتّى تتسهّل عليها مطالبها ، وتقرب عليها مرامها ، وتستتبّ لها أغراضها فيها ، إذ لم تجد سبيلاً إلى تبليغ منزلتها إلى الدرجة التي تقتضي المساواة بمنزلة الإمام المخصوص بالفضل الذائع ، والموسوم بالشرف البارع ، والمشار إليه بالتنصيص عليه ، والمفرد بالأسباب التي لا يشاركه فيها أحد ، والأحوال التي لا يحوزها ولا يتوسّم بها غيره ، فعمدت إلى حطّ المنزلة وتقريب وتيسير حاله ، وسلكت فيه طرائق المتسنّنة ، وخالفت الإمامية ، وجحدت النصّ على الأعيان المحصورة ، والعدّة المفهومة ، والعصبة المخصوصة ، وأنكرت حالها ، ودفعت حقوقها ، وركبت مناهج المتسنّنة في فساد حال الإمامة ومنزلتها ، واقتدت بها لمساواة حال من يصلح لها بحال غيره ممّن لا يصلح لشيء منها ، ولا يستحقّها ، ولا يستوجبها ، وطرقت لها طرق البَرِّ والفاجر ، وصيّرت منزلة المعصوم المنصوص عليه بالإمامة المشار إليه بها كمنزلة غيره ممّن يدخل نفسه فيها على غير تلك الطريقة ، ورفضت قول الإمامة ، وأبطلت أقاويلها عند من استقرّ تعقّله ، وأفسدت في الدين طريقه ، ورفعت حال الأعيان المنصوص عليها ، وقالت مقالةً ، وبنت أبنيةً عرضت شريف منزلة الإمام المعصوم بمعالي النازل لانحطاطها عن أحكام معاليها ، ولانعدام قواعد مبانيها ولإفساد معالم مناقبها من غير أن وصلت إلى تصيير منزلة لنفسها ،