من الشريف الرضى
للبيان العربي ، تجعلنا نعده رائدا كبيرا من رواد البلاغة والفصاحة الذين مهدوا
الطريق ـ بتلك الدراسة البلاغية الكاملة للقرآن والحديث ـ لمن جاء بعد من علماء
البلاغة النظريين.
ولن نعيد هنا القول فيما لوى به بعض
المتعنتين أشداقهم من أن « نهج البلاغة » هو من كلام الشريف الرضى نفسه ، وأنه ليس
للإمام على كرم الله وجهه. فتلك قضية أحسن الدفاع فيها « ابن أبى الحديد » فى
القديم ، كما أحسن الدفاع عنها فى زماننا هذا الشيخ محمد محيى الدين عبد الحميد
.
نعم ! لن نعيد القول فى هذه المسألة ،
ولكننا نشير إلى ما ذكره جورجى زيدان
من أن كتاب « نهج البلاغة » هو للشريف المرتضى ـ لا الشريف الرضى ـ مع تطابق
الأخبار والآثار على أن النهج هو للرضى. وقد أخذ جورجى زيدان بأوهن القولين فى هذه
القضية ، ونقل عن ابن خلكان فى كتابه « وفيات الأعيان » ، ولكنه لم ينقل النص
كاملا ، ولا الكلام تاما ، فاجتزأ من النقل بما يوهم أن « نهج البلاغة » للمرتضى ،
وعبر عن ذلك بأنه « المشهور » ، مع أنه قول مرجوح. ولو أنصف جورجى زيدان لقال كما
قال ابن خلكان : ( وقد اختلف الناس فى كتاب « نهج البلاغة » المجموع من كلام
الإمام على ابن أبى طالب رضى الله عنه ، هل هو جمعه أم جمع أخيه الرضى
؟ ) .
والحق أن كتابا من كتب الشريف الرضى لم
ينل من الاهتمام به ، والتعليق عليه ، وحفظه ، وكثرة الشروح له ما ناله كتاب « نهج
البلاغة » الذي جمعه من كلام الإمام
__________________