وشهد الشريف الرضى من عهود بنى بويه عهد عز الدولة بختيار بن معز الدولة ، ولكنه كان فى ذلك الحين صبيا لم يزد على الثامنة من عمره ، وعهد عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه إلى سنة ٣٧٢ ه ، وعهد صمصام الدولة بن عضد الدولة إلى سنة ٣٧٦ ه ، وعهد شرف الدولة بن عضد الدولة إلى سنة ٣٧٩ ه ، وعصر بهاء الدولة بن عضد الدولة إلى سنة ٤٠٣ ه ، وأدرك من عصر سلطان الدولة بن بهاء الدولة ثلاث سنوات ، إلى أن توفى سنة ٤٠٦ ه ، كما سبق القول.
وقد شهد البيت البويهي صراعا بين رجاله الذين شاركوا فى بنائه ، وغلبت المطامع عليهم ، فطمع بعضهم فى بعض ، حتى لقد بلغ من عضد الدولة أن طمع فى ملك العراق وكان من نصيب ابن عمه بختيار ، فتربص به الدوائر ، وما زال به بين تهديد وإغراء حتى سلّم له بختيار بملك العراق ، فدخل عضد الدولة بغداد ظافرا ، وأمر بابن بقية وزير بختيار أن يلقى بين قوائم الفيلة لتقتله ، وصلب الوزير على رأس الجسر ، وهو الوزير الذي رثاه الشاعر الأنبارى بقصيدته المشهورة التي مطلعها :
علو فى الحياة وفى الممات |
|
لحقّ أنت إحدى المعجزات |
ولم يكن صمصام الدولة بأسعد حظا من بختيار ، فقد اضطرب عليه أمر العراق حين خرج عليه أخوه شرف الدولة وناصبه العداء وقطع الخطبة باسمه ، وهزم الجيش الذي سيره إليه. وانتهى الخلاف بين الأخوين بأن أصبح شرف الدولة سلطانا على العراق ، فدخل بغداد سنة ٣٧٦ ه ، ولما توفى سنة ٣٧٩ ه تولى العراق بعده أخوه بهاء الدولة. ولم يهدأ له الأمر ، فقد خرج عليه أقاربه وأهل بيته من بنى بويه ، وحاولوا نزع السلطان منه ، ولكنه انتصر عليهم.