ومن السورة
التي يذكر فيها « محمد » صلىاللهعليهوآلهوسلم
قوله سبحانه : ﴿ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾ [٤] وهذه استعارة. والمراد بالأوزار هاهنا الأثقال ، وهى آلة الحرب وعتادها ، من الدروع ، والمغافر ، والرماح ، والمناصل وما يجرى هذا المجرى ، لأن جميع ذلك ثقل على حامله ، وشاقّ (١) على مستعمله.
وعلى هذا قول الأعشى.
و أعددت للحرب أوزارها |
|
رماحا طوالا وخيلا ذكورا (٢) |
و من نسج داود موضونة |
|
تساق مع الحي عيرا فعيرا |
والمراد بذلك فى الظاهر : الحرب ، وفى المعنى : أهل الحرب ، لأنهم الذين يصحّ وصفهم بحمل الأثقال ووضعها ، ولبس الأسلحة ونزعها.
وقوله سبحانه : ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ﴾ [٢١] . وهذه استعارة ، لأن العزم لا يوصف بحقيقته إلا الإنسان المميز الذي يوطّن النفس على فعل الأمر قبل وقته ، عقدا بالمشيئة على فعله. فيصح أن يسمّى عازما عليه ،
__________________
(١) فى الأصل « وساق » بالسين المهملة. وهو تحريف.
(٢) فى « الجامع لأحكام القرآن » للقرطبى ج ١٦ ص ٢٢٩ ، روى البيتان هكذا :
وأعددت للحرب أوزارها |
|
رماحا طوالا وخيلا ذكورا |
ومن نسج داود يحدى بها |
|
على أثر الحي عيرا فعيرا |
وفى الديوان ص ٩٩ ، روى البيتان كما فى رواية الشريف الرضى هنا.