ما بقي من نفس الميت الذي قد شرق بريقه ، وغرغر ببقية نفسه ، فشبه عليه الصلاة والسلام تلك البقية بشفافة الذّماء التي قد قرب انقضاؤها ، وحان فناؤها ) (١) .
ولعل من هذه الأمثلة يتضح ما ذهبنا إليه من اعتداد الشريف الرضى برأيه ، واستقلال شخصيته فى النقد استقلالا يبعده عن تقليد السابقين ، وترديد أقوال القائلين ، سواء أ كانوا من رجال الفقه أم التفسير أم اللغة أم غيرهم. على أنه لا يخالف لمجرد المخالفة ، ولا يناقض لمحض المناقضة ، ولكنه يخالف ويعارض دائما حين يكون الحق دائما فى جانبه ، والصواب فى ناحيته رحمهالله !
القاهرة |
رجب ١٣٧٤ |
محمد عبد الغنى حسن |
مارس ١٩٥٥ |
|
__________________
(١) المصدر نفسه ص ٢٢٣.