فرد وجماعة فهما منطقيا يتوقف كثيرا على الاستعانة بالمنطق ، وعلى الأخذ بالنصيب الأوفر في علم النفس للأفراد وللجماعات ، للاستظهار بهما على فهم روحه من شعره ، وعلى إتقان فهم ملكاته من آثاره. لكني إذا اقتنعت من هذا بالطفيف ، فان في تكرر الأشياء وتأكدها بالأشباه والنظائر وبقرائن الأحوال ، كفاية في تحليل القضايا المبهمة ، واستيضاح الاحكام الغامضة. وعند ما كمل ما توخّيته كتابا لا يستهان بمقداره ولا يستصغر حجمه ، انتقيت منه بمحضر أفاضل رجال المنتدى الموقر هذه النّبذة التي تتقدم أمام كتاب من اجلّ تصانيفه ، ومنه جلّ شأنه آمل المعونة والتوفيق.
نسبه وتأثيره في نفسيته :
الشريف الأجل الرضى ابو الحسن محمد : ابن أبي احمد الطاهر ذي المنقبتين الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم المجاب بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين السبط الشهيد بن علي امير المؤمنين. لا قعدد مثل أبيه في علوّ النسب وصراحته ورسوخ جذوره إلا الإمام المهدي الذي هو الخامس من ولد موسى بن جعفر. وفي نحو من هذه المرتبة ينتهى نسبه من قبل امه ( فاطمة بنت الناصر نقيب بغداد (١) ) ، الى الامام السجاد ذي الثفنات ، في سلسلة نبيلة ، حلقتها الأولى عمر الأشرف بن على بن الحسين ، والاخيرة
__________________
(١) له كتاب المسائل الناصرية في أبواب الفقه على مذهب الامامية ، مائتا مسألة وسبع مسائل.