وفيما يتعلّق بالأمر
الأوّل نشير إلى أنّ هذه الرؤية إلى كتاب رجال النجاشي بحدّ ذاتها مهمّة في فهم عبارات
الكتاب ، حيث تدعونا هذه الطريقة في الكثير من تراجم كتاب النجاشي إلى بيان تفسير خاصّ
لعباراته. وتفصيل هذا الكلام يحتاج إلى مقال مستقلّ ، ولكنّنا سنكتفي هنا بذكر بعض
المسائل في إثبات عدم صوابية تحليلات صاحب القاموس لعبارات النجاشي :
أوّلاً : في بداية الجزء الثاني من رجال النجاشي تمّ تعريف هذا الكتاب على النحو الآتي
:
«كتاب فهرست أسماء
مصنّفي الشيعة وما أدركنا من مصنّفاتهم ، وذكر طرف من كناهم وألقابهم ومنازلهم وأنسابهم
، وما قيل في كلّ رجل منهم من مدح أو ذمّ».
إنّ كلمة (أنسابهم)
في هذه العبارة تثبت أنّ النجاشي عند تأليف هذا الكتاب كان ناظراً إلى أنساب الرواة
، وعليه فإنّ هدفه لم يكن رجاليّاً بحتاً.
ثانياً : عند مراجعة كتاب رجال
النجاشي يتبيّن لنا أنّ المؤلّف كان مهتمّاً بذكر أسر الرواة ، ففي
ما يقرب من خُمس التراجم ورد ذكر الآباء والإخوة والأجداد والأعمام والأخوال والأولاد
وما إلى ذلك ، بل اتّسعت الدائرة لتشمل حتّى زوج الخالة أحياناً ، وقد اقترن ذلك في الغالب بتوضيحات حول الأقارب ، ولربّما كان ذلك من أجل إلقاء
مزيد من الضوء على التعريف
__________________