قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة [ ج ٨ ]

    23/299
    *

    داستان

    الرواية ، القصة ، الحكاية

    تعد القصة من أقدم الآثار الأدبية وأقدرها على تمثيل أخلاق الأمم وعاداتها ومدنيتها وحضارتها وعقائدها وأديانها ومعارفها وعلومها. وهي على قسمين الأول التمثيلي وهو الذي يمثل بواسطة أشخاص في أماكن خاصة ( المسارح ) ويسمى الدرام وهو على قسمين تراجدية محزنة وكمدية مضحكة. والثاني وهو مقصودنا الآن ما يكتب ويقرأ في الكتب من دون تمثيل ويسمى الرومان ، والغالب عليها إنها تكتب بلغة العامة إما سردا متواليا أو بصورة مكالمة بين شخصين أو أشخاص. قال البستاني : وفي القديم كانت أكثر الروايات بصورة نقل الوقائع. وأول ما كتب عند اليونانيين من هذا القبيل هو كتاب غرائب ما وراء ثولي وهي أسفار خيالية وغرامية. ألفت بعد الإسكندر. ثم جاء أرستيذس الميلني وجمع فكاهيات غرامية ومجون وشاعت قصصه في إيتاليا. ثم جاء برثينيوس النيقاوي وجمع عدة قصص ، ثم قلده كثيرون من اللاتين وغيرهم. وقال فريد وجدي : لم يصل اليونانيون إلى جعل تأليف الروايات نوعا من مجهوداتهم الأدبية الا في القرن الأول بعد المسيح ، ويعد من مؤلفيها الأولين انطونيوس ديوجين ، ثم اضمحل هذا النوع ولم يجيء الا بعد اكسنوفون بنحو خمسمائة عام. أما الرومانيون فلم يأبهوا بالروايات ولذلك لم يظهر منهم الا قصة هجائية لبترون في منتصف القرن الأول للميلاد. ثم ظهر في القرن الثاني كتاب الاستعلامات والحمار الذهبي لابولية. وفيها من عوائد أهل ذلك الزمان ما يعد شيئا من الآثار النفيسة. انتهى. والمسلمون كغيرهم من الأمم لهم نصيبهم من هذا الموضوع ، وقد الفوا قصصا وروايات كثيره لا تحصى عددا في مدة الثلاثة عشر قرنا ، وقد ورثوا قصصهم أولا من الأمم السابقة عليهم من الفرس والهند والعرب ، ثم زادوا عليها والفوا على منوالهم. فالقصص الإسلامية القديمة اجتازت دوران الأول دور الترجمة والثاني دور التأليف.