هذه النيف والسبعين مجلدا من كتب الدعوات التي كانت عند السيد رضي الدين بن طاوس في (٦٦٢) جلها بل كلها كانت من تصانيف المتقدمين على الشيخ الطوسي الذي توفي (٤٦٠) لأن الشيخ منتجب الدين جمع تراجم المتأخرين عن الشيخ الطوسي إلى ما يقرب من مائة وخمسين سنة وذكر تصانيفهم ولا نجد في تصانيفهم من كتب الدعاء الا قليلا وذلك لأن علماء الشيعة بعد شيخ الطائفة إلى قرب مائة سنة كانوا يكتفون بتصانيف الشيخ ولا يتجاسرون بتأليف في قبال تأليفاته أو فتوى مخالفا لفتاواه ، حتى أن الشيخ ابن إدريس كان يعبر عنهم بالمقلدة. بل الظاهر من كلمات السيد بن طاوس في أثناء تصانيفه أن كتب الدعاء التي كانت عنده كان أكثرها من الأصول القديمة بذكر تواريخ بعضها وبوصف كثير منها بأنها نسخه الأصل أو نسخه عتيقة ، وبذكر محالها في المستنصرية أو غيرها ، ويذكر إنها قرأت على المصنف ، أو على غيره ، أو أن عليه خط فلان ، وغير ذلك من الكلمات الصريحة جميعها في أن الكتب الموجودة عنده كانت مصححة معتمدة لديه ، مروية له عن مشايخه الأعلام ، والكتاب الذي وجده ولم يكن له طريق الرواية إلى مؤلفه يصرح عند النقل عنه بأنه انما ينقل عنه اعتمادا على التسامح في أدلة السنن وصدق البلوغ ، وبعد ملاحظة هذه الكلمات والتصريحات يطمئن كل أحد بأن جميع ما يذكره السيد في تصانيفه من الأدعية والزيارات مرويات له معتمدة عليه في عمل نفسه ولا سيما بعد ما يرى منه في المقامات من تصريحه بأنه [ لما لم أجد في الروايات دعاء مناسبا لهذا المقام فأنشأت من نفسي دعاء مناسبا له ] ثم يذكر ما أنشأه من نفسه بعد هذا التصريح فتبين من ذلك فساد ما تخيل من أن أكثر أدعية ابن طاوس من منشئات نفسه وظهر أنه ليس من منشئات نفسه الا ما صرح فيه بذلك.
لما نظر السيد بن طاوس إلى ما عمله جده الأمي (١) شيخ الطائفة الطوسي وسماه
__________________
(١) صرح السيد في الإقبال في دعاء أول يوم من شهر رمضان في ( ص ٣٣٤ ) من طبع تبريز بأن الشيخ الطوسي جد والده السيد الشريف أبي إبراهيم موسى بن جعفر الطاوسي من طرف الأمهات وأن الشيخ أبا علي بن الشيخ الطوسي خال والده من طرف الأم والذي يظهر من تاريخ ولادة علي بن طاوس في (٥٨٩) وقراءته على والده السيد موسى كتاب المقنعة أن السيد موسى كان حيا إلى حدود (٦١٠) فكون بنت الشيخ الطوسي الذي توفي (٤٦٠) أما للسيد موسى بعيدة بل ممتنع