الحسن علي بن محمد العدوي الشمشاطي حكاية عن شيخه أبي الخير الموصلي سلامة بن ذكاء في عداد تصانيف الشمشاطي [ أن له شرح الحماسة الأولى التي عملها أبو تمام لعبد الله بن طاهر في خراسان قال سلامة [ وهي سبعة آلاف وأربعمائة وسبعون بيتا وشرح أخبارها واستدرك ما فرط فيه أبو رياش نحو ألف ورقة ] فيظهر منه أن الحماسة الأولى كانت مشروحة قبل شرح الشمشاطي فاستدرك الشمشاطي ما فات عن الشارح الأول وهو أبو رياش ولعل اسم أبي رياش أحمد بن إبراهيم كما في لغت نامه ـ الألف ـ ص ٤٦١ ولعل نسخه الحماسة الأولى هي الموجودة في المكتبة الخديوية كما سنذكرها.
( ٤٥١ : الحماسة الثانية الكبرى ) التي عملها أبو تمام المذكور أيضا لأبي الوفاء بن سلمة بعد رجوعه من خراسان ووروده عليه في همدان جمع فيه ما اختاره من أشعار العرب ، ورتبه على عشرة أبواب أولها باب الحماسة ، أي الأشعار التي فيها يذكر الشجاعة ٢) المراثي ٣) الأدب ٤) التشبيب ٥) الهجاء ٦) الأضياف ( الإضافات. خ. ل. ) والمدائح ٧) الصفات ٨) السير ٩) الملح ١٠) مذمة النساء. فسميت باسم أول أبوابها ، أولها [ باب الحماسة قال بعض شعراء بلعنبر واسمه قريط بن أنيف : ـ
لو كنت من مازن
لم تستبح إبلي |
|
بنو اللقيطة من
ذهل بن شيبان |
كما في النسخة العتيقة التي رأيتها في مكتبة ( كبة ) وقد تكرر طبعها وترجمتها إلى ( اللغات الأروپية ) كما في معجم المطبوعات ـ ص ٢٩٧ ولم يذكر في كشف
__________________
منظومات حماسية ، لأن من شرط تكون الحماسيات بالمعنى الحقيقي وجود قومية ذات كيان وقعت في معرض الأخطار ومثالها رامايانا ومهابهارته للهنود ، وأياتكار زريران وشاهنامه وغيرها مما ذكر في ( العدد ٤٥٣ ) للفرس ، ومنظومات شهودي للأتراك ، وأنباذه فرجيليوس للرومان ، وإيلياذه وأديسة لليونانيين ، وأما العرب فالحماسة عندهم يطلق على القصائد التي يذكر فيها شجاعة الشاعر نفسه أو عشيرته وذلك لأن العرب المتكلمين بلغة القرآن لم يكونوا قبل الإسلام أمة متحدة ولم يجابهوا أي عدو خارجي مجتمعين ، بل كانوا قبائل متفرقة يتقاتلون في ما بينهم وقد جمع القصائد الحماسية العربية رجال منهم أبو تمام والبحتري وابن الشجري وغيرهم وأما التمثيلي فهو متأخر عن كلا أخويه لأنه يحتاج إلى فكر راق لا يوجد الا بعد تمدن البشر.
« المصحح »