عنه بـ « رسالة حي بن يقظان » كما في كشف الظنون ـ ج ١ ـ ص ٥٤٩ وقد يقال له مرموزة حي بن يقظان أورد فيه حكاية شيخ شبهة بحي بن يقظان وأدرج فيها بعض مباحث القدر والمطالب الأخلاقية وغيرها أوله [ حاطكم الله جماعة الإخوان من الأسواء وأسبغ عليكم جسائم الآلاء إني كنت عند عودتي من شليم ( قلعة يقرب من بروجرد أمر شمس الدولة بحبس الشيخ فيها لكيد السعاة ) راكبا جدو أصفهان عرست ببعض القلاع المعقودة على الجادة فإذا أنا برفيقي الذي شغفه الجدال ونشا فيه اللداد طبعا وحسب أن طريقه إلى الحق من الخصام والحرفة المسماة بالكلام مهيع ( أي طريق واضح ) وإن سبله إليه من المشاجرة والشغب في المحاورة ميثاء ، فتطارحنا الحديث وخلجتنا خوالجه إلى أمر القدر ، ورفيقي كما تعرفونه ـ إلى قوله ـ فتأدت محاورتنا به إلى ضخب وبي إلى مداراة ، رجاء أن أرفق بدائه وأحط من غلوائه ، فتبينا شبه شيخ من بعيد أجهرته وقلت لله من شيخ شبيه بحي بن يقظان ولا أبعد أن يكون ، ولعل الذي بيده ملكوت كل شيء أن يمتعني منه بلقاء ثني يعود خذعا بعد ثنا طال طوله وتمادت مدته ] وآخره [ ما أصدق قوله كل ميسر لما خلق له فهذا ما جرى وأنا شاهد والله على ما يقال وكيل ] نسخه منه في مكتبة ( المشكاة ) وعنده شرحه أيضا ، عنوان الشرح مختصر في تفسير معاني حي بن يقظان وآخره [ تمت الرموز وإيضاحها هذا آخر ما علق من
__________________
الاتحاد بالله ، وهي قصة جافة قصيرة ذات مغزى لا يكاد يفهم بدون توضيح وشرح. وثانيهما قصة سلامان وآبسال ، وهي أيضا قصة رمزية يظهر فيها سلامان رمزا للنفس الناطقة وأخوه آبسال الأصغر منه سنا رمزا للعقل النظري الذي يرتقى إلى الاتحاد بالعقل المستفاد. وللقصة الأولى شرحان أحدهما لابن زيلة ، والآخر بالفارسية لأفضل الدين الكاشاني المذكور في ( ج ٢ ـ ص ٣٦٤ وج ٥ ـ ص ٧٧ ). وهذه كبيرة موجودة بمكتبة ( الملك ). ثم إن ابن طفيل أبو بكر الإشبيلي المتوفى (٥٨١) وضع قصة سماه حي بن يقظان وبطل قصته رجل يسمى حي بن يقظان ومعه رجلان صديقان هما سلامان وآسال ( آبسال ظ ). جعل حي بن يقظان رمزا للفلسفة وآبسال رمزا للدين وسلامان رمزا لعامة الناس ، ومقصود المؤلف بيان كيف أن الإنسان المنعزل عن الجماعات الإنسانية وتعاليمها ، يقدر أن يرتقي بعقله إلى معرفة حقايق الدين ويبلغ إلى حاله الاتحاد شبه الدائم بالله ، وقد صرح بأنه أخذ الأسماء الثلاثة عن ابن سينا وجعلها رمزا لرجال رمزيين ، هذا وقد اشتهر رسالة ابن طفيل المأخوذة عن رسالتي ابن سينا ، أكثر منهما ، فترجمه پيكو المتوفى ( ١٤٦٣ م ) إلى اللاتينية ، وترجمه پونس إلى الإسپانيولية ، وترجم أيضا إلى الإنگليزية والألمانية والهولاندية وغيرها وطبعت مكررا « المصحح ».