الطهراني عشرين شرحاً.
وقد روى هذه الزيارة
أكابرُ المُحدِّثين عن ثقاتِ أصحاب الإمام عليهالسلام ، وأوّلهم الشيخ الصدوق
في كتابيه عيون
أخبار الرضا عليهالسلام ومَن لا يحضره
الفقيه ، ممّا يثبت صحّة سندها ، فضلاً عن أنّ قوّة متنها يصحّح نسبتها
إلى بيت العصمة عليهمالسلام ، إذ ليس بمقدور غيرهم
أن ينسج نسج كلامهم أو أن يستوحي مضامين نصوصهم.
أمّا تسميتها بـ :
(الزيارة
الجامعة الكبيرة) فيمكن لنا من استنطاق اللغة والاطّلاع على المناسبة التي رُويت فيها الزيارة
أن نصل إلى بعض اللطائف المتعلّقة بالعنوان.
فـ (الزيارة) في اللغة
مصدرٌ للفعل (زارَ ـ يَزورُ) بمعنى : (مالَ وعَدَلَ) ، وفي ذلك يقول ابنُ فارس : «الزاءُ
والواوُ والراءُ ، أصلٌ واحدٌ يدلُّ على المَيْلِ والعُدُولِ ، فالزائرُ يَميلُ إلى
شخص ويَعدلُ عن غيرِه».
ومنه يتّضح أنّ زيارة
الأئمّة عليهمالسلام تستوجب الميل إليهم
والعدول عمّن سواهم ، وهي الحكمة التي ابتغاها الأئمّة من حثِّ شيعتهم وأتباعهم على
ملازمة زيارة النبي وآل بيته المعصومين. فالزائر حاضر عند المزور بالجسد مرّة ، وبالقلب
مرّة أخرى ، وبالجسد وبالقلب في مرتبة أعلى مرغوب في
__________________