ذلك.
وينقل أنه كان يمسك يمينه بيساره ويكتب لكي
لا ترتعش ، وقد شاهده العلاّمة الشيخ باقر شريف القرشي (ت ١٤٣٣ هـ/ ٢٠١٢م) والقلم
مشدودٌ بإصبعه وهو واضع يده تحت حنكه ليمسكها من الرعشة في الكتابة.
وكان لا يشغله شيء عن عمله في تأليف الذريعة
، فقد قال رحمهالله
في تأبينه للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء : «... إخواني الكرام : لا أخال أنّ أحداً
من النجفيّين وغيرهم لا يعلم بأنّي لم أشترك في أيّ حفل من المحافل والحفلات التي تقام
في سائر المناسبات والحوادث العامّة والخاصّة ، ولم أقف خطيباً في أيّ ناد من الأندية
علميّة كانت أم أدبيّة ، وذلك لعجزي عن أمثال ذلك أوّلا ، ولاشتغالي بما وقفت نفسي
عليه وكرّست حياتي لأجله ثانياً ، غير أنّ هول المصاب وعظم الخطب أوقفاني هذا الموقف».
هذا مع قلّة في ذات اليد وشظف العيش ، فقد
رأيت في مكتبته بأمّ عيني بعض مسوّدات كتابه الذريعة
وقد كتب بعضها على أكياس السكّر والشاي السمراء القديمة التي كانت متداولة حينذاك ،
وبعضها على حواشي الأوراق المطبوعة والفائضة من كتابه الذريعة والطبقات.
__________________