مَنْ
مَضى ، فَالرّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ ، وَاللاّزِمُ لَكُمْ لاحِقٌ ، وَالْمُقَصِّرُ
في حَقِّكُمْ زاهِقٌ» ، فتظهر الفاء لبيان
النتيجة المترتّبة على ما ذكر قبلها ، فالفاء في (فالراغب) سببية عمّا سبقها من الكلام ، أي : بعد أن ثبت أنَّكم الأئمّة
الراشدون المهديّون المعصومون المكرّمون المقرّبون المتّقون الصادقون وغيرها من الصفات
المتقدّمة ، يكون الراغب عنكم مارق ، أي خارج عن دين الله (عزَّ وجلَّ) ، وكذلك مَن
لازمكم وقال بإمامتكم وأخذ بأقوالكم وتبعكم كان لاحقاً لكم في الدنيا والآخرة ، فالفاء بيَّنت هذا
الجزاء المُترتّب على ما سبق من كونهم الأئمّة والراشدين ـ إلى آخر الصفات ـ الذين
يهلك مَنْ يعاديهم ويفوز مَنْ يواليهم.
ويُلحَظُ في نصِّ الزيارة
الجامعة أنَّ هناك جُملاً تكرّرت بشكل منتظم يُسمّى تكرار التراكيب المتراصّة أو الجمل
المتوازية ، ويعمد المتكلّم في هذا النوع من التكرار إلى توجيه خطابه بجمل ، لا ألفاظ
، منسّقة تركيبيّاً من حيث مكوّناتها ، تربطها أداة من الأدوات ، فتتتابع الأفكار وتتلاحق
بتلاحق تلك التراكيب المنسَّقة لغرض يرمي المتكلّم إلى إيصاله ، فضلاً عن أنَّ بناء
الجمل على هذه الشاكلة يمنح مجالاً للسرد وتعانق الأفكار والمعاني بيسر ، إذ يبتعد
عن التعقيد والتكلّف ، علاوةً على ما فيه من انطلاق وحلّ لعقدة اللسان ، لعدم وجود
ما يفصل تلك التراكيب المتوازية بعضها عن بعض ، فالجمل بهذا
__________________