المجازاة «ليست بشيء
مخصوص إنَّما هي للعامّة» ، وهذا يعطي مساحة
واسعة للمتكلّم في الوصول إلى مراده بهذا التركيب ، فهو يقصد أنْ ينبّه الآخرين ويرشدهم
إلى معرفته بشأنهم وبيان حالهم من دون تصريح ، فيركن إلى الإبهام والإعمام باستعمال
التركيب الشرطي ، ومن أغراض هذا النوع من الإبهام أنّه ينفع المتكلّم في كونه وسيلة
لمدِّ جسور التواصل بينه وبين المتلّقي وإقباله على ما يُلقَى عليه ، فالشَّيء إِذا
أُبهم كانت النَّفس مشرفة إليه أكثر من المُصرَّح به ، وكانت استجابتها
لرسالته والإذعان لما فيها أيسرَ ، فبالإبهام يتخلّص المتكلِّم من الإشارات الواضحة
التي قد تؤذي المتلّقي ، لذا كانت سمة الإعمام في الشرط بارزة ، غرضها الإرشاد وتنبيه
المخاطب إلى ما هو أولى بمعرفته ، ولهذا اعتمده الإمام الهادي عليهالسلام في نصِّ الزيارة الجامعة
وسيلةً من وسائل الإرشاد والتنبيه والإقناع.
__________________