والأخبار حجّة من باب الطّريقيّة المحضة او مع الموضوعيّة فى الجملة فكيف يكون الحكم الاستصحابى الثابت من اخبار لا تنقض مثلا من باب التعبّد والموضوعيّة والمصلحة فقط قلت لا ضرر فى ذلك اذ المراد بالواقع هو الاعم من الاولى والثانوى فسواء ثبت من الادلّة المزبورة حكم واقعى اوّلى او ثانوى تكون الادلّة طرقا اليها فاذا كانت ادلّة الاستصحاب ظنيّة بحسب الصّدور او بحسب الدلالة او كليهما يكون الحكم الظاهرى المستفاد منها ظنيا فيكون اخبار الاستصحاب مثل سائر الادلة القطعيّة او الظنيّة المفيدة للقطع او الظنّ بواحد من الحكمين المزبورين ولا تخرج الادلّة عن الطريقيّة بسبب اختلاف مفاداتها فان قلت اذا كان شيء ناظرا الى الواقع ولم يكن حجيته لاجل الطريقيّة اليه هل هو من الاصول او الامارات قلت بل هو من الاصول كالاستصحاب على تقدير كونه مفيدا للظن ولكن لم يكن حجّيته لاجل الظنّ بل للاخبار ومثله اليد على احتمال واصل الصّحة وغيره على قول فالمراد من الامارة ان يكون كلا الامرين معتبرا فيهما فان تخلّف احدهما لم يكن امارة بل اصلا وما ذكرنا فى اوّل الحاشية من عدم نظر اخبار الاستصحاب الى الظن انما هو لبيان الواقع من عدم افادته الظن وعدم نظر الأخبار اليه لا لانّه اذا كان مفيدا للظنّ مع كون حجّيته لاجل التعبّد يكون خارجا عن الاصل فتبصّر حتى تعرف قوله نعم ذكر فى العدة انتصارا للقائل بحجّية قال فى العدّة واستدلّ من نصر استصحاب الحال بما روى عن النبى ص انه قال انّ الشيطان ياتى احدكم فينفح بين اليه فيقول احدثت احدثت فلا ينصرفنّ الّا ان يسمع صوتا او يجد ريحا قال بعد ذلك واعترض ذلك من نفى القول به اه وممّا نقلنا يظهر ان الشيخ قدسسره لم ينتصر للقائل بل نقل انتصار الناصر مع ان الرواية الّتى نقلها المصنف مخالفة لما فى العدة والظاهر انه نقلها بالمعنى قوله ومن العجب انّه انتصر بهذا الخبر الضّعيف اه قد عرفت ان الشيخ لم ينتصر بالخبر المذكور والظاهر ان المنتصر هو بعض العامّة نعم التعجّب بحاله من جهة عدم تمسك الشيخ وسائر القدماء بل المتاخرين بالاخبار المعروفة للاستصحاب مع ان الأخبار قد وصل الينا بتوسّطهم فان قلنا بعدم اطلاعهم عليها فهو فى غاية البعد وان قلنا بعدم تماميّتها من حيث السّند او الدّلالة فلا بدّ لهم من ان يذكروها ويبيّنوا عدم تماميّتها قوله نعم ربّما يظهر من الحلّى اه وقد سبقه الى ذلك السيّد قدّس