كما يحسن الاعتذار منه انتهى وفى مرآة العقول قال بعضهم معنى الآية ربّنا لا تؤاخذنا بما ارى منّا الى خطاء او نسيان من تقصير وقلّة مبالاة فانّ الخطاء والنّسيان اغلب ما يكونان من عدم الاعتناء بالشّيء انتهى قوله وكذا المؤاخذة على ما لا يعلمون مع امكان الاحتياط لا يخفى انّ حكم العقل بقبح العقاب بلا بيان انّما هو مع امكان الاحتياط فلا بدّ من توجيه العبارة بان يقال انّه لا يقبح المؤاخذة مع امكان ايجاب الاحتياط وشأنيّته فمع انه كان مقتضى ايجاب الاحتياط موجودا لم يوجبه الشّارع ورفعه صرّح بهذا شيخنا قدّس سره فى مجلس البحث قوله وكذا فى التكليف الشاقّ الناشى اه لا يخفى عدم صحّة التقيد بالقيد المذكور فان التكليف الشّاق اذا لم يبلغ درجة اختلال النظام ليس قبيحا اصلا ولذا وقع فى الشّرائع السّابقة بل فى هذه الشّريعة المطهّرة ايضا فى الجملة كالحجّ والجهاد وغير ذلك غاية الأمر انّ المثبت للتكليف الشّاق فى هذه الشريعة دليل خاصّ يكون مقدّما على حديث الرّفع وغيره لكونها عامّة نعم يمكن عدم الغناء عن القيد المذكور على مذهب الفاضل النراقى قدس سرّه من قبح التكليف الشّاق وعدم وروده فى الشّريعة بضرب من البيان فيمكن على قوله التّفصيل بين ما اذا كان التكليف الشاق ناشيا عن اختيار المكلّف فلا قبح وامّا اذا كان ناشيا عن غير اختياره فيقبح لكن ما اختاره قدّس سره مضعّف فى محلّه وانت خبير بان التّوجيه الّذى ذكره المصنّف ره ضعيف من جهة اخرى ايضا فان رواية الاحتجاج صريحة فى وقوع التكاليف الشاقّة الّتى لم تنشأ عن اختيار المكلّف ايضا فى الشّرائع السّابقة مثل كون صلاتهم فى بقاع معلومة وان بعدت وحمل قرابينهم على اعناقهم الى بيت المقدّس وقرض اجسادهم عن النجاسة اذا اصابتها وغير ذلك قوله قدسسره فلا يبعد ان يراد به العذاب والعقوبة لا يخفى انّ ما ذكره ينافى استشهاد الامام عليهالسلام بالآية فى مقام نقل حديث الرّفع ففى اصول الكافى عن عمرو بن مروان قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول قال رسول الله ص رفع عن امّتى اربع خصال خطاؤها ونسيانها وما اكرهوا عليه وما لم يطيقوا وذلك قول الله عزوجل (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) وقوله (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) لكن ما ذكره قدّس سره موافق لبعض التفاسير للآية ففى مجمع البيان قوله (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) قيل فيه وجوه الاوّل