النظر والاستدلال حرام نقله الشّهيد الثّانى فى رسالة حقايق الايمان عن جماعة والمحقق القمىّ فى القوانين عن بعض والظاهر من العبارة وجوب تحصيل الظنّ وعدم وجوب تحصيل العلم لأنّ التقليد ظاهر فيه وقد سمعت عبارة العضدى ونقل عن المحقق البهائى فى حاشية الزّبدة انّ النزاع فى جواز التّقليد وعدمه يرجع الى النزاع فى جواز العمل بالظنّ وعدمه ويؤيّده ايضا اقتران التقليد فى الاصول فى كلماتهم بالتقليد فى الفروع الثامن كفاية الظن الاطمينانى بحيث يرتفع التحيّر والتزلزل مع امكان تحصيل العلم وكفاية الظنّ مطلقا مع عدمه وهو الّذى اختاره فى القوانين مسائل اصول الدين على قسمين قوله الاعتقاد باطنا والتديّن ظاهرا لعلّ المصنّف اراد بالتديّن الّذى التزم بوجوبه هو اظهار ما اعتقده وعلم به والإقرار به ويرشد اليه قوله عن قريب وان اراد والتدين به الّذى ذكرنا وجوبه فى الاعتقاديّات وعدم الاكتفاء فيها بمجرّد الاعتقاد كما يظهر من بعض الاخبار الدالّة على انّ فرض اللّسان القول والتعبير عمّا عقد عليه القلب مستشهدا على ذلك بقوله قولوا آمنّا بالله وما انزل الينا اه ويمكن ان يريد به ما ذكره جمع من المتكلّمين من انّه يعتبر وراء العلم والاعتقاد القطعى عقد القلب على مقتضاه وجعله دينا له وعازما على عدم انكاره بل على الاقرار به واظهاره الّذى من ثمرات كما له الرّضا والتسليم لقضاء الله وقدره وجميع احكامه ومن ثمرات كما له ايضا اجتناب النّواهى وامتثال الاوامر واعتبار هذا المعنى لا يخلو عن قوة لا لأنّ العلم وساير الادراكات امور اضطراريّة لا يمكن تعلّق التكليف بها لأنّ متعلّقه لا بدّ ان يكون فعلا اختياريّا حتّى يرد عليه انّه يكفى فى تعلّق التكليف بها كون مقدماتها امورا اختياريّة وانّ المقدور بالواسطة مقدور بل لدلالة ظواهر الآيات والاخبار عليه قال الله تعالى (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا) وقال تعالى (لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) وقال تعالى (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكافِرِينَ) وقال تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ) وغير ذلك وفى رواية ابى عمر والزّبيرى عن ابى عبد الله ع فامّا ما فرض الله على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد