تسقط العقوبة وامّا التّدارك بها فغير معلوم ثم انّ الالتزام بالتدارك فى مثل التّوبة انّما هو بعد تحقّق المعصية بترك الفرائض او ارتكاب المحرّمات فلا غائلة فى الالتزام به من هذه الجهة ولا يلزم جواز الأقدام عليه مع البناء على التّوبة مثلا فلا يرد عليه ما قيل انّه لو التزم بالتدارك لجاز الاقتحام فى السّيئات مع الأقدام على الحسنات الّتى يذهبن السّيئات قوله مع الشكّ فى وجود المانع اراد بالشكّ الاحتمال الموهوم دون تساوى الطّرفين اذ من المعلوم انّ العقلاء لا يحكمون بثبوت المقتضى بالفتح مع عدم الظنّ بعدم المانع اذ حمل عملهم على التعبّد فى غاية البعد كما صرّح به المصنّف فى باب الاستصحاب فى ردّ المحقّق فى المعارج فراجع قوله ما ثبت سابقا من انّ عمومات اه قد ذكر سابقا انّ العمومات انّما تدلّ على حرمة العمل بالظنّ لأجل تفويت الواقع او لأجل انّ التعبّد به تشريع محرّم وشيء من الوجهين لا يغنى عن العمل به من باب الاحتياط كما هو مقتضى قاعدة دفع الضّرر المظنون امّا الثّانى فظاهر اذ يرتفع موضوع التشريع به وكذا ـ الأوّل اذ بالاحتياط يحصل احراز الواقع لا انّه يوجب تفويت الواقع وانّما لم يذكر الوجه الثانى فى المقام اعتمادا على ما سلف منه قدّس سره فى اوائل الكتاب فى مواضع عديدة قوله فالاولى ان يقال اه هذا الجواب ايضا يرجع الى منع الصّغرى لأنّ موضوع حكم العقل هو الضّرر الغير المتدارك فمع كشف حكم الشّارع بالرّجوع الى البراءة والاستصحاب عن التدارك كما هو مناط هذا الجواب يرتفع موضوع حكمه كما لا يخفى قوله وعلى جواز مخالفة الظنّ اه بل فى الشّبهات الحكميّة ايضا اذا كانت وجوبيّة بل فى الشبهات الحكميّة التحريميّة ايضا لما ستعرف من ثبوت البراءة فيهما ولو مع الظنّ الغير المعتبر بالإجماع وعدم الاعتناء بمخالفة الأخباريّين قوله انّ الدّليل القطعىّ لم يثبت اه لأنّ العقل لا يدلّ على اعتبار الاستصحاب وعلى تقدير دلالته يكون ظنيّا والأخبار وان دلّت على اعتباره لكنّها ظنيّة بحسب الصّدور والدّلالة قوله خصوصا فى الأحكام الشّرعيّة لقول جمع كالأخباريّين بعدم حجّية الاستصحاب فيها وان كان حجّة فى الامور الخارجيّة والأحكام الجزئيّة زعما منهم معارضتها باخبار الاحتياط والتوقّف وان كان هذا القول ضعيفا غايته قوله وخصوصا مع الظنّ بالخلاف لقول الشيخ البهائى بكونه حجّة من باب الظنّ الشخصىّ وقول جمع كالعضدى وغيره انّه حجّة من باب الظنّ النّوعى المقيّد او لأنّ الاخبار لا تشمله لظهور الشكّ فى تساوى الطّرفين وان كانت كلّها ضعيفة قوله