الّذى هناك كما اشرنا اليه ولم يعبأ بهذه الإجماعات المتكثّرة الّتى قلّما تتّفق فى مسئلة من المسائل وحمله على ما اذا اجتمع فيه شروط الشّهادة لا مسرح له فى باب اللّغات لأنّ اغلب اللّغويّين من اهل التّصانيف الّتى يرجع اليها من العامّة ومصنّفوا كتب اللّغة من الخاصّة جماعة قليلون كالخليل وابن السّكيت وابن دريد وابن خالويه والشّيخ الطّريحى مع انّا نرى بالعيان اتفاق العلماء من العامّة والخاصّة على الرّجوع الى اللغويّة العامّة كصاحب القاموس والصّحاح والنّهاية والفائق وغيرها فكيف يمكن حمل اتفاق العلماء على ما ذكره المصنّف ثم انّه قد يستفاد من كلمات اللّغويّين تميّز الحقيقة عن المجاز او المعنى الظّاهر من غيره كما اذا قالوا لفظ الأسد حقيقة فى الحيوان المفترس ومجاز فى الرّجل الشجاع او انّ اللّفظ الفلانى موضوع للمعنى الفلانى او انّه يستعمل فيه بلا قرنية وغير ذلك او انّه اسم لكذا او انّه معروف فيدلّ على كون المعنى الغير المعروف معنى مجازيا مثل انّه قال فى القاموس الرّجل معروف وانّما هو لمن شبّ واحتلم او هو رجل ساعة يولد على ما هو ببالى او انّ هذا اللّفظ يفيد هذا المعنى ولا يفيد ذلك واذا قالوا قد يقال لكذا وقد يطلق على كذا او جاء او يجيء لكذا فانّما يعنون المجاز وقد يفهم من كلام اللّغويين استعمال اللّفظ فى المعنى الواحد فقط فيفهم من جهة انّ الاصل فى الاستعمال الحقيقة ظهور اللّفظ فيها فان لقولهم الاصل فى الاستعمال الحقيقة معنيين احدهما ما اذا علم للفظ معنى حقيقى معيّن ومعنى مجازىّ كذلك ولم يعلم ما اراد القائل منه فيكون الاصل الحقيقة اى الظّاهر وهذا ممّا لا خلاف فيه بين العلماء كما صرّح به جمع وثانيهما ما اذا كان للفظ مستعمل فيه واحد سواء علم بكونه واحدا او ظنّ به بعد التتبّع والتفحّص فيكون الاصل الحقيقة يعنى يكون الاستعمال المذكور علامة لها ودالّا عليها على طريق الظنّ والظّهور وكون الاصل الحقيقة بالمعنى المذكور فى متحد المعنى كما هو المفروض ممّا قد نقل الإجماع عليه عن السيّد المرتضى والسيّد ابى المكارم والعلّامة الطّباطبائى والعلّامة الحلّى فى النّهاية قدّس الله اسرارهم ولعلّ نقل الإجماع عن السيّد قدسسره انّما استفيد من قوله فى محكى الذّريعة استعمال اللّفظة فى الشيئين او الاشياء ليس الّا كاستعمالها فى الواحد فى الدّلالة على الحقيقة فانه يدلّ على مسلميّة دلالة استعمال اللّفظ فى المعنى الواحد على الحقيقة ويمكن ان يستدلّ على ذلك مضافا الى ما ذكرنا بانّه لو كان مجازا فيه لكان مجازا بلا حقيقة وهو